ألا أبلغا عني بجيرا رسالة فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا فبين لنا إن كنت لست بفاعل
على أي شيء غير ذلك دلكا [ ص: 456 ] على خلق لم تلف أما ولا أبا
عليه ولم تدرك عليه أخا لكا فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعا لكا سقاك بها المأمون كأسا روية
فأنهلك المأمون منها وعلكا
من مبلغ كعبا فهل لك في التي تلوم عليها باطلا وهي أحزم
إلى الله لا العزى ولا اللات وحده فتنجو إذا كان النجاء وتسلم
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت من الناس إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهير وهو لا شيء دينه ودين أبي سلمى علي محرم
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
يسعى الغواة جنابيها وقولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا طريقي لا أبا لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت في الأقاويل
لقد أقوم مقاما لو يقوم به أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
لظل ترعد من خوف بوادره إن لم يكن من رسول الله تنويل
[ ص: 458 ] حتى وضعت يميني ما أنازعها في كف ذي نقمات قوله القيل
فلهو أخوف عندي إذ أكلمه وقيل إنك منسوب ومسئول
من ضيغم بضراء الأرض مخدره في بطن عثر غيل دونه غيل
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما لحم من الناس معفور خراديل
إذا يساور قرنا لا يحل له أن يترك القرن إلا وهو مفلول
منه تظل سباع الجو نافرة ولا تمشى بواديه الأراجيل
ولا يزال بواديه أخو ثقة مضرج البز والدرسان مأكول
إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
[ ص: 459 ] يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل .
شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق كأنها حلق القفعاء مجدول
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار
ورثوا المكارم كابرا عن كابر إن الخيار هم بنو الأخيار
[ ص: 460 ] الباذلين نفوسهم لنبيهم يوم الهياج وسطوة الجبار
والذائدين الناس عن أديانهم بالمشرفي وبالقنا الخطار
والبائعين نفوسهم لنبيهم للموت يوم تعانق وكرار
يتطهرون يرونه نسكا لهم بدماء من علقوا من الكفار
وإذا حللت ليمنعوك إليهم أصبحت عند معاقل الأعفار
قوم إذا خوت النجوم فإنهم للطارقين النازلين مقاري
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها فالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
تحدى به الناقة الأدماء معتجرا للبرد كالبدر جلي ليلة الظلم
ففي عطافيه أو أثناء بردته ما يعلم الله من دين ومن كرم