موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

القاسمي - محمد جمال الدين القاسمي

صفحة جزء
مصارف الزكاة وأصناف قابضيها :

اعلم أنه لا يستحق الزكاة إلا مسلم اتصف بصفة من صفات الأصناف الثمانية المذكورين في كتاب الله تعالى [ التوبة : 60 ] .

الصنف الأول : الفقراء ، والفقير هو الذي ليس له مال ولا قدرة على الكسب فمن قدر على كسب فإن ذلك يخرجه عن الفقر ، وإن كان متفقها ويمنعه الاشتغال بالكسب عن التفقه فهو فقير ولا تعتبر قدرته ، وإن كان متعبدا يمنعه الكسب من وظائف العبادات وأوراد الأوقات فليكتسب لأن الكسب أولى من ذلك .

الصنف الثاني : المساكين ، والمسكين هو الذي لا يفي دخله بخرجه فقد يملك ألف درهم وهو مسكين ، وقد لا يملك إلا فأسا وحبلا وهو غني . والدويرة التي يسكنها والثوب الذي يستره على قدر حاله لا يسلبه اسم المسكين ، وكذا أثاث البيت أعني ما يحتاج إليه وذلك ما يليق به ، وكذا كتب الفقه لا تخرجه عن المسكنة فإنه محتاج إليها .

[ ص: 55 ] الصنف الثالث : العاملون ، وهم السعاة الذين يجمعون الزكوات ويدخل فيه الكاتب والمستوفي والحافظ والنقال .

الصنف الرابع : المؤلفة قلوبهم على الإسلام ، وهو الشريف الذي أسلم وهو مطاع في قومه ، وفي إعطائه تقريره على الإسلام وترغيب نظائره وأتباعه .

الصنف الخامس : الأرقاء ، يدفع إلى السيد ما يفك به رقبة العبد ، ويدفع للعبد أيضا ما يفك به رقبته .

الصنف السادس : الغارمون ، والغارم هو الذي استقرض في طاعة أو مباح وهو فقير ، فإن استقرض في معصية فلا يعطى إلا إذا تاب ، وإن كان غنيا لم يقض دينه إلا إذا كان قد استقرض لمصلحة وإطفاء فتنة .

الصنف السابع : الغزاة ، الذين لهم مرسوم في ديوان المرتزقة فيصرف إليهم سهم وإن كانوا أغنياء إعانة لهم على الغزو .

الصنف الثامن : ابن السبيل ، وهو الذي شخص من بلده ليسافر في غير معصية أو اجتاز فيه فيعطى إن كان فقيرا وإن كان له مال ببلد آخر أعطي بقدر بلغته .

التالي السابق


الخدمات العلمية