الجملة العاشرة في
زيارة المدينة وآدابها :
من قصد زيارة المدينة فليصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه كثيرا ، وليغتسل قبل الدخول ، وليتطيب وليلبس أنظف ثيابه ، فإذا دخلها فليدخلها متواضعا معظما ويقصد المسجد
[ ص: 72 ] ويصلي فيه بجنب المنبر ركعتين ، ثم يأتي
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقف عند وجهه ، وذلك بأن يستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر على نحو من أربعة أذرع من السارية التي في زاوية جدار القبر ، وليس من السنة أن يمس الجدار ولا أن يقبله فإن المس والتقبيل للمشاهد عادة النصارى واليهود ، بل الوقوف من بعد أقرب للإحترام ، فيقف ويقول : " السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، السلام عليك يا أمين الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا أبا القاسم ، السلام عليك يا سيد المرسلين ، السلام عليك يا خاتم النبيين ، السلام عليك يا رسول رب العالمين ، السلام عليك يا قائد الخير ، السلام عليك يا فاتح البر ، السلام عليك يا نبي الرحمة ، السلام عليك يا هادي الأمة ، السلام عليك وعلى أهل بيتك وأصحابك الطيبين ، جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيا عن قومه ورسولا عن أمته ، وصلى عليك أفضل الصلاة وأكمل ما صلى على أحد من خلقه كما استنقذنا بك من الضلالة وبصرنا بك من العماية وهدانا بك من الجهالة . أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت عدوك وهديت أمتك وعبدت ربك حتى أتاك اليقين ، فصلى الله عليك وعلى أهل بيتك الطيبين وسلم وشرف وكرم وعظم " .
ثم يتأخر قدر ذراع ويسلم على "
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق " رضي الله عنه ، ثم يتأخر قدر ذراع أيضا ويسلم على "
الفاروق عمر " رضي الله عنه ويقول : " السلام عليكما يا وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعاونين له على القيام بالدين ما دام حيا والقائمين في أمته بعده بأمور الدين ، تتبعان في ذلك آثاره وتعملان بسنته ، فجزاكما الله خير ما جزى وزيري نبي عن دينه " ثم يأتي الروضة فيصلي فيها ركعتين ويكثر من الدعاء ما استطاع ويستحب له أن يأتي
أحدا ويزور قبور الشهداء ، وأن يأتي
البقيع ويزور خياره وأن يأتي
قباء في كل سبت ويصلي فيه .
وإن أمكنه الإقامة بالمدينة مع مراعاة الخدمة فلها فضل عظيم .
ثم إذا عزم على الخروج من المدينة فيستحب أن يأتي القبر الشريف ويعيد دعاء الزيارة ويسأل الله تعالى أن يرزقه العودة إليه ، ثم يصلي ركعتين في الروضة فإذا خرج فليخرج رجله اليسرى ثم اليمنى وليتصدق على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدر عليه .