صفحة جزء
مسألة : من التكرور - ما الفرق بين حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم عن بيع بيوتهم حين أرادوا بيعها بسبب بعدها من المسجد ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : " إن لكم بكل خطوة درجة " رواه مسلم ، وكذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا . وبين حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد " خرجه الإمام أحمد ؟

الجواب : لا تخالف بين هذه الأحاديث ; فإن كل واقعة لها حكم يخصها ، وشاهد ذلك أن الأحاديث قد وردت في تفضيل ميامين الصفوف ، فلما رغب الناس في ذلك عطلوا ميسرة المسجد ، فقيل : يا رسول الله ، إن ميسرة المسجد قد تعطلت ، فقال : من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر ، فأعطى أهل الميسرة في هذه الحالة ضعف ما لأهل الميمنة من الأجر ، وليس لهم ذلك في كل حال ، وإنما خص بذلك هذه الحالة لما صارت معطلة ، وكذلك ما نحن فيه أصل القضية تفضيل الدار القريبة من المسجد على البعيدة منها ، فلما ثبت لها هذا الفضل رغب كل الناس في ذلك ، حتى أراد بنو سلمة أن يغيروا ظاهر المدينة وينتقلوا قرب المسجد ، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرى ظاهر المدينة ، فأعطاهم هذا الفضل في هذه الحالة ، ونزل في هذه القصة قوله تعالى : ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) وقال صلى الله عليه وسلم حين نزلت الآية : " يا بني سلمة ، دياركم تكتب آثاركم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية