[ ص: 338 ] 72 - ألوية النصر في خصيصى بالقصر
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة : قرأ قارئ علي في ختم " كتاب الشفا "
بالخانقاه الشيخونية قوله : ويخصنا بخصيصي زمرة نبينا وجماعته . فقرأها " بخصيصي " بالياء الساكنة آخرها على أن الكلمة مثناة مضافة لما بعدها ، فرددت عليه وقلت له : قل : بخصيصى -أعني بألف القصر- وذلك بحضرة شيخنا الإمام العلامة
محيي الدين الكافيجي ، فقال الشيخ : نعم بخصيصى -يعني بالألف- فقال القارئ المذكور : فيها الوجهان ، فقلت : ليس فيها إلا وجه واحد ، فذهب فكتب صورة سؤال ، وأخذ عليه خطوط جماعة بتصويب ما قاله ، وهم الشيخ
أمين الدين الأقصرائي ، والشيخ
زين الدين قاسم الحنفي ، والشيخ
سراج الدين العبادي ، والحافظ
فخر الدين الديمي ، والمحدث المؤرخ
شمس الدين السخاوي ، فجمعت نقول أئمة العربية واللغة ، وأرسلتها إلى الجماعة المذكورين ما عدا
nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي ، فعرفوا الصواب في ذلك ورجعوا عما كتبوه أولا ، وكتبوا ثانيا بتصويب ما قلته أنها بالألف المقصورة ، فذهب القارئ إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي يستنجد به ، فكتب له على سؤال آخر كتابة طويلة عريضة مضمونها أنه لا يرجع كما رجع هؤلاء ، وأن مستنده في ذلك أن عنده نسخة من " الشفا " صحيحة قرأت على شيوخ عدة ، وفيها صورة السكون مرقومة بالقلم على الياء ، فقلت : كفى بهذا الكلام جهلا ، ومن هذا مبلغ علمه فهو غني عن الرد عليه .
أطبقت أئمة اللغة والعربية على أن
خصيصى بألف القصر ، وقد تمد شذوذا فيقال : خصيصاء ، مصدر بمعنى الخصوصية ، ويقال : خصه بالشيء خصوصا وخصوصية وخصيصى وخصيصاء في لغة ، وخاصة نص على ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في كتابه
nindex.php?page=showalam&ids=14551والسيرافي في شرحه ،
والقالي في كتابه " المقصور والممدود " ،
والفارابي في ديوان الأدب ،
وابن فارس في " المجمل " ،
ونشوان الحميري في شمس العلوم ،
وابن دريد في " الجمهرة " ،
والجوهري في " الصحاح " ،
nindex.php?page=showalam&ids=13247وابن سيده في " المحكم " ، والخفاف في " شرح الجمل " ،
nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء العكبري في " اللباب " ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري في كتاب " المصادر " ،
والعبسي في " الخلاصة " ،
والصغاني في " العباب " ،
وابن عصفور في " الممتع " ،
والأزدي في " الدرر " ،
وابن مالك في منظومته وشرحها ، وابنه في " شرح الألفية " وفي " شرح لامية الأفعال " ،
وأبو حيان في " شرح التسهيل " ،
وابن هشام في " التوضيح " ،
وابن جابر في منظومته ،
والفيروزابادي في " القاموس " ، وخلائق ، ومن نظائرها الحثيثى ،
[ ص: 339 ] والخطيبى ،
والدليلى ،
والزليلى ، والمكيثى في ألفاظ عدة ، ولم يرد خصيص البتة حتى يقال في تثنيته خصيصان . وقد عقد
ابن دريد في " الجمهرة " بابا لفعيل وفعيلى ، فذكر ما جاء منهما ثم قال بعد ذلك : ليس لمولد أن يبني فعيلا إلا ما بينت العرب وتكلمت به ، ولو أجيز ذلك لقلب أكثر الكلام ، فلا تلتفت إلى ما جاء على فعيل مما لا تسمعه إلا أن يجيء به شعر فصيح .