حدثنا أبي ، قال : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا
محمد بن الوزير ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال : قال
أبو عبيدة : قال
الحسن :
رحم الله امرأ عرف ثم صبر ، ثم أبصر فبصر ؛ فإن أقواما عرفوا فانتزع الجزع أبصارهم ، فلا هم أدركوا ما طلبوا ، ولا هم رجعوا إلى ما تركوا ، اتقوا هذه الأهواء المضلة البعيدة من الله التي جماعها الضلالة وميعادها النار ، لهم محنة ، من أصابها أضلته ، ومن أصابته قتلته . يا ابن آدم دينك دينك ، فإنه لحمك ودمك ، إن يسلم لك دينك يسلم لك لحمك ودمك ، وإن تكن الأخرى فنعوذ بالله فإنها نار لا تطفى ، وجرح لا يبرأ ، وعذاب لا ينفد أبدا ، ونفس لا تموت . يا ابن آدم إنك موقوف بين يدي ربك ومرتهن بعملك ، فخذ مما في يديك لما
[ ص: 146 ] بين يديك . عند الموت يأتيك الخبر ، إنك مسئول ولا تجد جوابا ، إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة من همه .
حدثنا
أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16231صفوان بن عيسى ، قال : ثنا
هشام . قال : سمعت
الحسن ، يقول :
والله لقد أدركت أقواما ما طوي لأحدهم في بيته ثوب قط ، ولا أمر في أهله بصنعة طعام قط ، وما جعل بينه وبين الأرض شيئا قط ، وإن كان أحدهم ليقول : لوددت أني أكلت أكلة في جوفي مثل الآجرة ، قال : ويقول بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة . ولقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليرث المال العظيم قال : وإنه والله لمجهود شديد الجهد ، قال : فيقول لأخيه : يا أخي إني قد علمت أن ذا ميراث وهو حلال ، ولكني أخاف أن يفسد علي قلبي وعملي فهو لك لا حاجة لي فيه ، قال : فلا يرزأ منه شيئا أبدا وإنه مجهود شديد الجهد .
حدثنا أبي ، قال : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا
محمد بن الوزير ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال : قال
أبو عبيدة : قال
الحسن : يا ابن آدم سرطا سرطا ، جمعا جمعا في وعاء ، وشدا شدا في وكاء ، ركوب الذلول ولبوس اللين ، ثم قيل : مات فأفضى والله إلى الآخرة ، إن
المؤمن عمل لله تعالى أياما يسيرة ، فوالله ما ندم أن يكون أصاب من نعيمها ورخائها ، ولكن راقت الدنيا له فاستهانها وهضمها لآخرته ، وتزود منها فلم تكن الدنيا في نفسه بدار ، ولم يرغب في نعيمها ، ولم يفرح برخائها ، ولم يتعاظم في نفسه شيء من البلاء ، إن نزل به مع احتسابه للأجر عند الله ، ولم يحتسب نوال الدنيا حتى مضى راغبا راهبا فهنيئا هنيئا ، فأمن الله بذلك روعته ، وستر عورته ، ويسر حسابه ، وكان الأكياس من المسلمين يقولون : إنما هو الغدو والرواح وحظ من الدلجة والاستقامة ، لا يلبثك يا ابن آدم أن على الخير ، حتى إن العبد إذا رزقه الله تعالى الجنة فقد أفلح ، وإن الله تعالى لا يخدع عن جنته ولا
[ ص: 147 ] يعطي بالأماني ، وقد اشتد الشح وظهرت الأماني وتمنى المتمني في غروره .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، قال : ثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا
أسامة ، عن
سفيان ، عن
عمران القصير ، قال : سألت
الحسن عن شيء فقلت : إن الفقهاء يقولون كذا وكذا فقال : وهل رأيت فقيها بعينك ؟ إنما
الفقيه الزاهد في الدنيا ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه عز وجل .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا
محمد بن إسحاق ، قال : ثنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن
أيوب ، قال :
لو رأيت الحسن لقلت إنك لم تجالس فقيها قط .