المسألة الرابعة : اتفقوا على أن
المراد من المسيس في هذه الآية الدخول، قال
أبو مسلم : وإنما كنى تعالى بقوله : (
تمسوهن ) عن المجامعة تأديبا للعباد في اختيار أحسن الألفاظ فيما يتخاطبون به ، والله أعلم.
أما قوله تعالى : (
أو تفرضوا لهن فريضة ) فالمعنى
يقدر لها مقدارا من المهر يوجبه على نفسه؛ لأن الفرض في اللغة هو التقدير، وذكر كثير من المفسرين أن " أو " هاهنا بمعنى الواو، ويريد : ما لم تمسوهن ولم تفرضوا لهن فريضة، كقوله : (
أو يزيدون ) [الصافات : 147] وأنت إذا تأملت فيما لخصناه علمت أن هذا التأويل متكلف، بل خطأ قطعا ، والله أعلم.
أما قوله تعالى : (
ومتعوهن ) فاعلم أنه تعالى لما بين أنه لا مهر عند عدم المسيس والتقدير ، بين أن
المتعة لها واجبة، وتفسير لفظ المتعة قد تقدم في قوله : (
فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ) [البقرة : 196].