(
اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ) .
قوله تعالى : (
اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ) لما ذكر الله تعالى أنواع رحمته بعباده ذكر بعده أنه شديد العقاب ؛ لأن
الإيمان لا يتم إلا بالرجاء والخوف ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "
لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا " ثم ذكر عقيبه ما يدل على الرحمة ، وهو كونه غفورا رحيما ، وذلك يدل على أن جانب الرحمة أغلب ؛ لأنه تعالى ذكر فيما قبل أنواع رحمته وكرمه ، ثم ذكر أنه شديد العقاب ثم ذكر عقيبه وصفين من أوصاف الرحمة وهو كونه غفورا رحيما ، وهذا تنبيه على دقيقة وهي أن
ابتداء الخلق والإيجاد كان لأجل الرحمة ، والظاهر أن الختم لا يكون إلا على الرحمة .