المسألة الثالثة : دلت الآية على أن
الطاعة لا توجب الثواب ، والمعصية لا توجب العقاب لأنه تعالى قال : (
من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه ) أي كل من صرف الله عنه العذاب في ذلك اليوم فقد رحمه . وهذا إنما يحسن لو كان ذلك الصرف واقعا على سبيل التفضل ، أما لو كان واجبا مستحقا لم يحسن أن يقال فيه : إنه رحمه ، ألا ترى أن الذي يقبح منه أن يضرب العبد ، فإذا لم يضربه لا يقال إنه رحمه . أما إذا حسن منه أن
[ ص: 142 ] يضربه ولم يضربه فإنه يقال إنه رحمه ، فهذه الآية تدل على أن
كل عقاب انصرف وكل ثواب حصل ، فهو ابتداء فضل وإحسان من الله تعالى وهو موافق لما يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012611والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته . ووضع يده فوق رأسه ، وطول بها صوته