المسألة الثالثة : دلت هذه الآية على وجوب
الاحتراز عن العجلة ، ووجوب التثبت والتأني وترك
[ ص: 61 ] الاغترار بظواهر الأمور والمبالغة في التفحص ، حتى يمكنه أن يعامل كل فريق بما يستحقه من التقريب أو الإبعاد .
المسألة الرابعة : قال
قتادة : عاتبه الله كما تسمعون في هذه الآية ، ثم رخص له في سورة النور فقال :(
فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم ) [ النور : 62 ] .
المسألة الخامسة : قال
أبو مسلم الأصفهاني : قوله :(
لم أذنت لهم ) ليس فيه ما يدل على أن ذلك الإذن في ماذا ، فيحتمل أن بعضهم استأذن في القعود فأذن له ، ويحتمل أن بعضهم استأذن في الخروج فأذن له ، مع أنه ما كان خروجهم معه صوابا ؛ لأجل أنهم كانوا عيونا للمنافقين على المسلمين ، فكانوا يثيرون الفتن ويبغون الغوائل ؛ فلهذا السبب ما كان في خروجهم مع الرسول مصلحة . قال القاضي : هذا بعيد ؛ لأن هذه الآية نزلت في غزوة تبوك على وجه الذم للمتخلفين والمدح للمبادرين ، وأيضا ما بعد هذه الآية يدل على ذم القاعدين وبيان حالهم .