المسألة السابعة والعشرون :
الأولى أن يقال :
كل منطوق به أفاد شيئا بالوضع فهو كلمة وعلى هذا التقدير يدخل فيه المفرد والمركب ، وبقولنا : منطوق به ، يقع الاحتراز عن الخط والإشارة .
المسألة الثامنة والعشرون :
دلالة الألفاظ على مدلولاتها ليست ذاتية حقيقية ، خلافا لعباد ، لنا أنها تتغير باختلاف الأمكنة والأزمنة ، والذاتيات لا تكون كذلك . حجة عباد أنه لو لم تحصل مناسبات مخصوصة بين الألفاظ المعينة والمعاني المعينة ، وإلا لزم أن يكون تخصيص كل واحد منها بمسماه ترجيحا للممكن من غير مرجح ، وهو محال ، وجوابنا أنه ينتقض باختصاص حدوث العالم بوقت معين دون ما قبله وما بعده وإلا لم يرجح ، ويشكل أيضا باختصاص كل إنسان باسم علمه المعين .
المسألة التاسعة والعشرون :
وقد يتفق في بعض الألفاظ كونه مناسبا لمعناه مثل تسميتهم القطا بهذا الاسم : لأن هذا اللفظ يشبه صوته ، وكذا القول في اللقلق ، وأيضا وضعوا لفظ " الخضم " لأكل الرطب نحو البطيخ والقثاء ، ولفظ " القضم " لأكل اليابس نحو قضمت الدابة شعيرها : لأن حرف الخاء يشبه صوت أكل الشيء الرطب ، وحرف القاف يشبه صوت أكل الشيء اليابس ، ولهذا الباب أمثلة كثيرة ذكرها
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني في الخصائص .