المسألة الثانية والثلاثون :
لما ضعفت هذه الدلائل جوزنا أن تكون كل اللغات توقيفية ، وأن تكون كلها اصطلاحية ، وأن يكون بعضها توقيفيا وبعضها اصطلاحيا .
المسألة الثالثة والثلاثون :
اللفظ المفرد لا يفيد ألبتة مسماه ؛ لأنه ما لم يعلم كون تلك اللفظة موضوعة لذلك المعنى لم يفد شيئا ، لكن العلم بكونها موضوعة لذلك المعنى علم بنسبة مخصوصة بين ذلك اللفظ وذلك المعنى ، والعلم بالنسبة المخصوصة بين أمرين مسبوق بكل واحد منهما ، فلو كان العلم بذلك المعنى مستفادا من ذلك اللفظ لزم الدور ، وهو محال . وأجيب عنه بأنه يحتمل أنه إذا استقر في الخيال مقارنة بين اللفظ المعين والمعنى المعين فعند حصول الشعور باللفظ ينتقل الخيال إلى المعنى ، وحينئذ يندفع الدور .
[ ص: 31 ] المسألة الرابعة والثلاثون :
والإشكال المذكور في المفرد غير حاصل في المركب : لأن
إفادة الألفاظ المفردة لمعانيها إفادة وضعية ، أما التركيبات فعقلية ، فلا جرم عند سماع تلك المفردات يعتبر العقل تركيباتها ، ثم يتوصل بتلك التركيبات العقلية إلى العلم بتلك المركبات ، فظهر الفرق .