المسألة الثالثة : قالت
المعتزلة : هذه الآية دالة على أن
الظلم والمعاصي ليست فعلا لله تعالى ، بل تكون أفعالا للعباد ، لأنه تعالى أضاف ظلم العباد إليهم وما أضافه إلى نفسه ، فقال : (
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ) وأيضا فلو كان خلقا لله تعالى لكانت مؤاخذتهم بها ظلما من الله تعالى ، ولما منع الله تعالى العباد من الظلم في هذه الآية ; فبأن يكون منزها عن الظلم كان أولى ، قالوا : ويدل أيضا على أن أعمالهم مؤثرة في وجوب الثواب والعقاب أن قوله : (
بظلمهم ) الباء فيه تدل على العلية كما في قوله : (
ذلك بأنهم شاقوا الله ) [ الأنفال : 13 ] .
واعلم أن الكلام في هذه المسائل قد ذكرناه مرارا فلا نعيده . والله أعلم .