(
إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير ) ثم قال تعالى : (
إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ) إشارة إلى أن لا إرشاد فوق ما أتيت به ، ولم يفدهم ، فلا تنذر إنذارا مفيدا إلا الذين تمتلئ قلوبهم خشية وتتحلى ظواهرهم بالعبادة ، كقوله : (
والذين آمنوا ) ( النساء : 57 ) إشارة إلى عمل القلب (
وعملوا الصالحات ) ( النساء : 57 ) إشارة إلى عمل
[ ص: 15 ] الظواهر ، فقوله : (
الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ) في ذلك المعنى ، ثم لما بين أن (
ولا تزر وازرة وزر أخرى ) [ الأنعام : 164 ] بين أن
الحسنة تنفع المحسنين .
فقال : (
ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ) أي فتزكيته لنفسه .
ثم قال تعالى : (
وإلى الله المصير ) أي المتزكي إن لم تظهر فائدته عاجلا ، فالمصير إلى الله يظهر عنده في يوم اللقاء في دار البقاء ، والوازر إن لم تظهر تبعة وزره في الدنيا ، فهي تظهر في الآخرة إذ المصير إلى الله .