صفحة جزء
المسألة العاشرة :

الحركات أبعاض من حروف المد واللين ويدل عليه وجوه :

الأول : أن حروف المد واللين قابلة للزيادة والنقصان ، وكل ما كان كذلك فله طرفان ، ولا طرف لها في النقصان إلا هذه الحركات .

الثاني : أن هذه الحركات إذا مددناها ظهرت حروف المد واللين ، فعلمنا أن هذه الحركات ليست إلا أوائل تلك الحروف .

الثالث : لو لم تكن الحركات أبعاضا لهذه الحروف لما جاز الاكتفاء بها : لأنها إذا كانت مخالفة لها لم تسد مسدها فلم يصح الاكتفاء بها منها ، بدليل استقراء القرآن والنثر والنظم ، وبالجملة فهب أن إبدال الشيء من مخالفه القريب منه جائز ، إلا أن إبدال الشيء من بعضه أولى ، فوجب حمل الكلام عليه .

المسألة الحادية عشرة :

الابتداء بالحرف الساكن محال عند قوم ، وجائز عند آخرين : لأن الحركة عبارة عن الصوت الذي يحصل التلفظ به بعد التلفظ بالحرف ، وتوقيف الشيء على ما يحصل بعده محال .

المسألة الثانية عشرة :

أثقل الحركات الضمة : لأنها لا تتم إلا بضم الشفتين ، ولا يتم ذلك إلا بعمل العضلتين الصلبتين الواصلتين إلى طرفي الشفة ، وأما الكسرة فإنه يكفي في تحصيلها العضلة الواحدة الجارية ، ثم الفتحة يكفي فيها عمل ضعيف لتلك العضلة ، وكما دلت هذه المعالم التشريحية على ما ذكرناه فالتجربة تظهره أيضا . واعلم أن الحال فيما ذكرناه يختلف بحسب أمزجة البلدان ، فإن أهل أذربيجان يغلب على جميع ألفاظهم إشمام الضمة ، وكثير من البلاد يغلب على لغاتهم إشمام الكسرة ، والله أعلم .

المسألة الثالثة عشرة :

الحركات الثلاثة مع السكون إن كانت إعرابية سميت بالرفع والنصب والجر أو الخفض والجزم ، وإن كانت بنائية سميت بالفتح والضم والكسر والوقف .

التالي السابق


الخدمات العلمية