أما قوله تعالى : (
وجهة ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : قرئ : " ولكل وجهة " على الإضافة ، والمعنى : وكل وجهة هو موليها فزيدت اللام لتقدم المفعول ، كقولك : لزيد ضربت ، ولزيد أبوه ضارب .
المسألة الثانية : قال
الفراء : وجهة ، وجهة ، ووجه بمعنى واحد ، واختلفوا في المراد ، فقال
الحسن : المراد المنهاج والشرع ، وهو كقوله تعالى : (
لكل أمة جعلنا منسكا ) [ الحج : 67 ] ، (
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) [ المائدة : 48 ] والمراد منه أن للشرائع مصالح ، فلا جرم اختلفت الشرائع بحسب اختلاف الأشخاص ، وكما اختلف بحسب اختلاف الأشخاص لم يبعد أيضا اختلافها بحسب اختلاف الزمان بالنسبة إلى شخص واحد ، فلهذا صح
القول بالنسخ والتغيير ، وقال الباقون : المراد منه أمر القبلة ؛ لأنه تقدم قوله تعالى : (
فول وجهك شطر المسجد الحرام ) فهذه الوجهة يجب أن تكون محمولة على ذلك .