المسألة الثامنة والعشرون :
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
ما لا ينصرف يكون في موضع الجر مفتوحا واعترضوا عليه بأن الفتح من باب البناء ، وما لا ينصرف غير مبني ، وجوابه أن الفتح اسم لذات الحركة من غير بيان أنها إعرابية أو بنائية .
المسألة التاسعة والعشرون :
إعراب الأسماء ثلاثة : الرفع والنصب والجر ، وكل واحد منها علامة على معنى ، فالرفع علم الفاعلية ، والنصب علم المفعولية ، والجر علم الإضافة . وأما التوابع فإنها في حركاتها مساوية للمتبوعات .
[ ص: 53 ]
المسألة الثلاثون :
السبب في كون الفاعل مرفوعا والمفعول منصوبا والمضاف إليه مجرورا وجوه :
الأول : أن الفاعل واحد ، والمفعول أشياء كثيرة ؛ لأن الفعل قد يتعدى إلى مفعول واحد وإلى مفعولين ، وإلى ثلاثة ، ثم يتعدى أيضا إلى المفعول له ، وإلى الظرفين وإلى المصدر والحال ، فلما كثرت المفاعيل اختير لها أخف الحركات وهو النصب ، ولما قل الفاعل اختير له أثقل الحركات وهو الرفع ، حتى تقع الزيادة في العدد مقابلة للزيادة في المقدار فيحصل الاعتدال .
الثاني : أن
مراتب الموجودات ثلاثة : مؤثر لا يتأثر وهو الأقوى وهو درجة الفاعل ، ومتأثر لا يؤثر وهو الأضعف ، وهو درجة المفعول ، وثالث يؤثر باعتبار ويتأثر باعتبار وهو المتوسط ، وهو درجة المضاف إليه ، والحركات أيضا ثلاثة : أقواها الضمة وأضعفها الفتحة وأوسطها الكسرة ، فألحقوا كل نوع بشبيهه ، فجعلوا الرفع الذي هو أقوى الحركات للفاعل الذي هو أقوى الأقسام ، والفتح الذي هو أضعف الحركات للمفعول الذي هو أضعف الأقسام ، والجر الذي هو المتوسط للمضاف إليه الذي هو المتوسط من الأقسام .
الثالث : الفاعل مقدم على المفعول : لأن الفعل لا يستغني عن الفاعل وقد يستغني عن المفعول ، فالتلفظ بالفاعل يوجد والنفس قوية ، فلا جرم أعطوه أثقل الحركات عند قوة النفس ، وجعلوا أخف الحركات لما يتلفظ به بعد ذلك .