المسألة الحادية والثلاثون :
المرفوعات سبعة : الفاعل ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان ، واسم ما ولا المشبهتين بليس ، وخبر إن ، وخبر لا النافية للجنس ، ثم قال
الخليل :
الأصل في الرفع الفاعل ، والبواقي مشبهة به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الأصل هو المبتدأ والبواقي مشبهة به . وقال
الأخفش : كل واحد منهما أصل بنفسه ، واحتج
الخليل بأن جعل الرفع إعرابا للفاعل أولى من جعله إعرابا للمبتدأ ، والأولوية تقتضي الأولية .
بيان الأول : أنك إذا قلت : " ضرب زيد بكر " بإسكان المهملتين لم يعرف أن الضارب من هو ، والمضروب من هو ، أما إذا قلت : " زيد قائم " بإسكانهما عرفت من نفس اللفظتين أن المبتدأ أيهما ، والخبر أيهما ، فثبت أن افتقار الفاعل إلى الإعراب أشد ، فوجب أن يكون الأصل هو .
وبيان الثاني : أن الرفعية حالة مشتركة بين المبتدأ والخبر ، فلا يكون فيها دلالة على خصوص كونه مبتدأ ولا على خصوص كونه خبرا ، أما لا شك أنه في الفاعل يدل على خصوص كونه فاعلا ، فثبت أن الرفع حق الفاعل ، إلا أن المبتدأ لما أشبه الفاعل في كونه مسندا إليه جعل مرفوعا رعاية لحق هذه المشابهة .
وحجة
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : أنا بينا أن الجملة الاسمية مقدمة على الجمل الفعلية ، فإعراب الجملة الاسمية يجب أن يكون مقدما على إعراب الجملة الفعلية ، والجواب : أن الفعل أصل في الإسناد إلى الغير فكانت الجملة الفعلية مقدمة . وحينئذ يصير هذا الكلام دليلا
للخليل .