المسألة الثانية :
للنحويين في ( ماذا ) قولان :
أحدهما : أن يجعل ( ما ) مع ( ذا ) بمنزلة اسم واحد ويكون الموضع نصبا بـ "
ينفقون " ، والدليل عليه أن العرب يقولون : عماذا تسأل ؟ بإثبات الألف في ( ما ) ، فلولا
[ ص: 21 ] أن ( ما ) مع ( ذا ) بمنزلة اسم واحد لقالوا : عمذا تسأل ؟ بحذف الألف كما حذفوها من قوله تعالى : (
عم يتساءلون ) [النبأ : 1] وقوله : (
فيم أنت من ذكراها ) [النازعات : 43] فلما لم يحذفوا الألف من آخر ( ما ) علمت أنه مع ( ذا ) بمنزلة اسم واحد ولم يحذفوا الألف منه لما لم يكن آخر الاسم ، والحذف يلحقها إذا كان آخرا إلا أن يكون في شعر ; كقوله :
علا ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
والقول الثاني : أن يجعل ( ذا ) بمعنى الذي ويكون ( ما ) رفعا بالابتداء خبرها ( ذا ) . والعرب قد يستعملون ( ذا ) بمعنى الذي ، فيقولون : من ذا يقول ذاك ؟ أي من ذا الذي يقول ذاك ، فعلى هذا يكون تقدير الآية : يسألونك ما الذي ينفقون .