( الشرح ) الصلاة في اللغة الدعاء ، وسميت الصلاة الشرعية صلاة لاشتمالها عليه ، هذا هو الصحيح وبه قال الجمهور من أهل اللغة وغيرهم من أهل التحقيق ، وقيل في اشتقاقها ومعناه أقوال كثيرة أكثرها فاسدة لا سيما قول من قال : هي مشتقة من صليت العود على النار إذا قومته ، والصلاة تقيم العبد على الطاعة ، وبطلان هذا الخطأ أظهر من أن نذكره لأن لام الكلمة في الصلاة واو ، وفي صليت ياء ، فكيف يصح الاشتقاق مع اختلاف الحروف الأصلية ؟ . وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وهو بعض حديث طويل مشهور . وقوله : " ثائر " أي منتفش شعره وهو برفع الراء ، وقوله : " نسمع ولا نفقه فهو بالنون المفتوحة فيهما ، وروي بالياء المثناة من تحت مضمومة ، وكلاهما صحيح لكن النون أصح وأشهر . وقوله " دوي " هو بفتح الدال المهملة ، هذا هو المشهور ، وحكى صاحب المطالع ضمها وهو شاذ ضعيف ، ومعناه بعده في الهواء وعلوه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " إلا أن تطوع " هو بتشديد الطاء والواو ، على إدغام إحدى التاءين في الطاء . ويجوز تخفيف الطاء على الحذف .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة الراوي ، فهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، [ ص: 4 ] رضي الله عنهم ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=55أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن كعب بن مرة بن لؤي القرشي التيمي ، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب ومناقبه كثيرة مشهورة ، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة الخير ، وطلحة الجود ، قتل يوم الجمل لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ودفن بالبصرة ، وحديثه هذا مشتمل على فوائد كثيرة جمعتها واضحة في أول شرح صحيح البخاري ، ومختصرها أن فيه بطوله وجوب الصلوات الخمس كل يوم وليلة ، ووجوب الصيام ووجوب الزكاة ، وأنه لا يجب من الصلوات إلا الخمس ولا من الصيام غير رمضان وأن من حافظ على الواجبات ولم يفعل شيئا من النوافل دخل الجنة ، وأن الإيمان والإسلام يطلق على الصلاة والصيام وغيرهما من الطاعات ، وفيه أنه ليس في المال حق متأصل غير الزكاة ، وفيه جواز قول رمضان من غير ذكر الشهر ، وجواز الحلف بالله تعالى من غير استحلاف ، وتقرير هذه الفوائد وما يتعلق بها موضح هنا .