( الشرح ) أما حديث وائل فسنبينه في فرعي مسألتي الخلافين إن شاء الله تعالى ، وأما اليد اليسار - فبفتح الياء وكسرها - لغتان والفتح أفصح وأشهر والرسغ بضم الراء وإسكان السين المهملة - وبالغين المعجمة - قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري : ويقال بضم السين وجمعه أرساغ ، ويقال رصغ بالصاد ، وكذا جاء في هذا الحديث كما سنذكره قريبا إن شاء الله تعالى ، والسين أفصح وأشهر ، وهو المفصل بين الكف والساعد . nindex.php?page=showalam&ids=101ووائل بن حجر - بضم الحاء المهملة وبعدها جيم ساكنة - وكان وائل من كبار العرب وأولاد ملوك حمير ، كنيته أبو هنيدة نزل الكوفة وعاش إلى أيام nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية . قال أصحابنا : السنة أن يحط يديه بعد التكبير ، ويضع اليمنى على اليسرى ، ويقبض بكف اليمنى كوع اليسرى وبعض رسغها وساعدها ، قال [ ص: 268 ] nindex.php?page=showalam&ids=15021القفال يتخير بين بسط أصابع اليمنى في عرض المفصل وبين نشرها في صوب الساعد ، ويجعلهما تحت صدره وفوق سرته ، هذا هو الصحيح المنصوص ، وفيه وجه مشهور nindex.php?page=showalam&ids=11817لأبي إسحاق المروزي أنه يجعلهما تحت سرته ، والمذهب الأول . قال الرافعي واختلفوا في أنه إذا أرسل يديه هل يرسلهما إرسالا بليغا ، ثم يستأنف رفعهما إلى تحت صدره ووضع اليمنى على اليسرى أم يرسلهما إرسالا خفيفا إلى تحت صدره فقط ثم يضع ؟ قلت : الثاني أصح ، وبه قطع الغزالي في تدريبه وجزم في الخلاصة بالأول .
( فرع ) في مذاهب العلماء في وضع اليمنى على اليسرى . قد ذكرنا أن مذهبنا أنه سنة ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وعائشة وآخرون من الصحابة رضي الله عنهم nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي وأبو مجلز وآخرون من التابعين ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود وجمهور العلماء ، قال الترمذي : والعمل على هذا عند أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وحكى nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي : أنه يرسل يديه ولا يضع إحداهما على الأخرى ، وحكاه القاضي nindex.php?page=showalam&ids=11872أبو الطيب أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد : يرسلهما ، فإن طال ذلك عليه وضع اليمنى على اليسرى للاستراحة . وقال الأوزاعي هو مخير بين الوضع والإرسال ، وروى ابن عبد الحكم عن nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك الوضع ، وروى عنه ابن القاسم الإرسال وهو الأشهر وعليه جميع أهل المغرب من أصحابه أو جمهورهم ، واحتج لهم بحديث المسيء صلاته بأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الصلاة ولم يذكر وضع اليمنى على اليسرى . واحتج أصحابنا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=11973أبي حازم { nindex.php?page=hadith&LINKID=6914عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه في الصلاة } قال nindex.php?page=showalam&ids=11973أبو حازم : لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهذه العبارة صريحة في الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر أنه { nindex.php?page=hadith&LINKID=7511رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في [ ص: 269 ] الصلاة ، ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى } رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بهذا اللفظ .
قال أصحابنا : ولأن وضع اليد على اليد أسلم له من العبث وأحسن في التواضع والتضرع والتذلل ، وأما الجواب عن حديث المسيء صلاته فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه إلا الواجبات فقط والله أعلم .
( فرع ) في مذاهبهم في محل موضع اليدين : قد ذكرنا أن مذهبنا أن المستحب جعلهما تحت صدره فوق سرته وبهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وإسحاق يجعلهما تحت سرته ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=11817أبو إسحاق المروزي من أصحابنا كما سبق ، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي وأبي مجلز وعن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه روايتان ، إحداهما : فوق السرة ، والثانية تحتها ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ثلاث روايات هاتان ، [ ص: 270 ] والثالثة يتخير بينهما ولا تفضيل وقال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر في غير الأشراف أظنه في الأوسط : لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء وهو مخير بينهما .