وأما شرح ألفاظها فتقدم في فصل الركوع بيان حقيقة التسبيح .
وقوله : " وشق سمعه وبصره " استدل به من يقول : الأذن من الوجه ، وقد سبق الجواب عنه في صفة الوضوء ، ومعنى شق سمعه وبصره ، أي منفذهما ، وقوله : " تبارك الله أحسن الخالقين " أي تعالى ، والبركة : النماء والعلو ، حكاه الأزهري عن ثعلب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : تبرك العباد بتوحيده [ ص: 410 ] وذكر اسمه ، وقال ابن فارس : معناه ثبت الخير عنده ، وقيل : تعظم وتمجد قاله nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل ، وهو بمعنى تعظيم وقيل : استحق التعظيم ، وقوله : ( أحسن الخالقين ) أي المصورين والمقدرين . وقوله : " سبوح قدوس " بضم أولهما وبفتح لغتان مشهورتان أفصحهما وأكثرهما الضم ، قال أهل اللغة : هما صفتان لله تعالى : وقال ابن فارس والترمذي : اسمان لله تعالى وتقديره ومعناه : مسبح مقدس رب الملائكة والروح عز وجل ، ومعناه المبرأ من كل نقص ومن الشريك ومن كل ما لا يليق بالإلهية ، والرواية هكذا : سبوح قدوس بالرفع . قال القاضي عياض : وقيل : سبوحا قدوسا بالنصب أي أسبح سبوحا أو أعظم أو أذكر أو أعبد .
وقوله : " رب الملائكة والروح " قيل : الروح جبريل وقيل : ملك عظيم أعظم الملائكة خلقا ، وقيل : أشرف الملائكة ، وقيل : خلق كالناس ليسوا بناس ، وقيل غير ذلك .
وقوله صلى الله عليه وسلم " فقمن " هو بفتح الميم وكسرها لغتان مشهورتان ، ويقال في اللغة أيضا : قمين ومعناه حقيق ، وقد بسطت هذه الألفاظ أكمل بسط في تهذيب اللغات .
قال صاحب الحاوي وغيره : يستحب أن يجمع هذا [ ص: 411 ] كله ، قال أصحابنا : ولا يزيد الإمام على ثلاث تسبيحات إلا أن يرضى القوم المحصورون ، وفيه كلام ذكرته في ذكر الركوع عن نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم : ويجتهد في الدعاء ما لم يكن إماما فيثقل على من خلفه ، أو مأموما فيخالف إمامه ، قال : والرجل والمرأة في الذكر سواء . ونقل الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد هذا النص عن الأم ، ونقل عن نصه في الإملاء أنه لا يدعو لئلا يثقل على المأمومين . قال nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد : النصان متقاربان في المعنى ، يعني أنه يدعو بحيث لا يطول عليهم ، واتفقوا على كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود وغير حالة القيام للحديث ، فلو قرأ غير الفاتحة لم تبطل وفي الفاتحة خلاف سبق في فصل الركوع وسنوضحه في باب سجود السهو إن شاء الله تعالى . وقد سبق في فصل الركوع بيان مذاهب العلماء في حكم التسبيح والله أعلم .