( فرع ) قال القاضي nindex.php?page=showalam&ids=11872أبو الطيب يستحب أن يبدأ من هذه الأذكار بحديث الاستغفار وحكى حديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله في الأم بعد أن ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس السابق في رفع الصوت بالذكر ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير السابق ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة المذكور في الفصل بعد هذا : أختار للإمام والمأموم أن يذكرا الله تعالى بعد السلام من الصلاة . ويخفيان الذكر إلا أن يكون إماما يريد أن يتعلم منه فيجهر حتى يرى أنه قد تعلم منه فيسر ، فإن الله تعالى يقول { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } يعني والله أعلم الدعاء ( ولا تجهر ) ترفع ( ولا تخافت ) حتى لا تسمع نفسك . [ وأحسب ما روى nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير من تهليل النبي صلى الله عليه وسلم وما روى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من تكبيره كما رويناه ] قال : وأحسبه إنما جهر قليلا - يعني في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وحديث nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير - ليتعلم الناس منه لأن عامة الروايات [ ص: 469 ] التي كتبناها مع هذا وغيرها ليس يذكر فيها بعد التسليم تهليل ولا تكبير [ وقد يذكر أنه ذكر بعد الصلاة بما وصف ويذكر انصرافه بلا ذكر ] وقد ذكرت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة " مكثه صلى الله عليه وسلم ولم تذكر جهرا وأحسبه صلى الله عليه وسلم لم يمكث إلا ليذكر سرا " . قال : وأستحب للمصلي ، منفردا أو مأموما أن يطيل الذكر بعد الصلاة ويكثر الدعاء رجاء الإجابة بعد المكتوبة ، هذا نصه في الأم واحتج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره لتفسيره الآية بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت في قول الله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } نزلت في الدعاء . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم . وهكذا قال أصحابنا : إن الذكر والدعاء بعد الصلاة يستحب أن يسر بهما إلا أن يكون إماما يريد تعليم الناس فيجهر ليتعلموا ، فإذا تعلموا وكانوا عالمين أسره . واحتج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره في الإسرار بحديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=29013كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ( اربعوا ) - بفتح الباء - أي ارفقوا .
( فرع ) قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب كل الصلوات بلا خلاف ، وأما ما اعتاده الناس أو كثير منهم من تخصيص دعاء الإمام بصلاتي الصبح والعصر فلا أصل له ، وإن كان قد أشار إليه صاحب الحاوي فقال : إن كانت صلاة لا يتنفل بعدها كالصبح والعصر استدبر القبلة واستقبل الناس ودعا ، وإن كانت مما يتنفل بعدها كالظهر والمغرب والعشاء فيختار أن يتنفل في منزله ، وهذا الذي أشار إليه من التخصيص لا أصل له ، بل الصواب استحبابه في كل الصلوات ، ويستحب أن يقبل على الناس فيدعو . والله أعلم .
( فرع ) وأما هذه المصافحة المعتادة بعد صلاتي الصبح والعصر [ ص: 470 ] فقد ذكر الشيخ الإمام أبو محمد بن عبد السلام رحمه الله أنها من البدع المباحة ولا توصف بكراهة ولا استحباب ، وهذا الذي قاله حسن ، والمختار أن يقال : إن صافح من كان معه قبل الصلاة فمباحة كما ذكرنا ، وإن صافح من لم يكن معه قبلها فمستحبة ; لأن المصافحة عند اللقاء سنة بالإجماع للأحاديث الصحيحة في ذلك ، وسأبسط الكلام في المصافحة والسلام وتشميت العاطس وما يتعلق بها ويشبهها في فصل عقب صلاة الجمعة إن شاء الله تعالى .