قال أهل اللغة : يقال قدرت الشيء - بتخفيف الدال - أقدره وأقدره بضمها وكسرها وقدرته بتشديدها ، وأقدرته بمعنى واحد وهو من التقدير . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره : ومنه قوله تعالى { فقدرنا فنعم القادرون } واحتج الجمهور بالروايات التي ذكرناها وكلها صحيحة صريحة : فأكملوا العدة ثلاثين واقدروا له ثلاثين ، وهي مفسرة لرواية فاقدروا له المطلقة . قال الجمهور : ومن قال بتقدير تحت السحاب فهو منابذ لصريح باقي الروايات ، وقوله مردود ، ومن قال بحساب المنازل فقوله مردود بقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين { nindex.php?page=hadith&LINKID=12292إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب ، الشهر هكذا ، وهكذا } الحديث قالوا : ولأن الناس لو كلفوا بذلك ضاق عليهم ; لأنه لا يعرف الحساب إلا أفراد من الناس في البلدان الكبار ، فالصواب ما قاله الجمهور ، وما سواه فاسد مردود بصرائح الأحاديث السابقة . وقوله صلى الله عليه وسلم : " فإن غم عليكم " معناه حال بينكم وبينه غيم ، يقال : غم وغمي وغمي بتشديد الميم وتخفيفها والغين مضمومة فيهما ، ويقال : غبي بفتح الغين وكسر الباء ، وقد غامت السماء وغيمت وأغامت وتغيمت وأغمت ، وقوله صلى الله عليه وسلم [ ص: 277 ] صوموا لرؤيته " المراد رؤية بعضكم ، وهل هو عدل أم عدلان ؟ فيه الخلاف المشهور ، والله أعلم .
قال أصحابنا وغيرهم : ولا يجب صوم رمضان إلا بدخوله ، ويعلم دخوله برؤية الهلال ، فإن غم وجب استكمال شعبان ثلاثين ثم يصومون ، سواء كانت السماء مصحية أو مغيمة غيما قليلا أو كثيرا . ودليله ما سبق والله أعلم .