ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
ولو كان هذا استفهاما لم يكن فيه مدح ، وإنما معناه أنتم خير من ركب المطايا . هذا كلام رحمه الله تعالى ، والاستفهام بمعنى التقرير كثير موجود في الكتاب العزيز في قوله تعالى ( { الخطابي وما تلك بيمينك يا موسى } ؟ ) وقوله { ألم نشرح لك صدرك } وغير ذلك وإنما اعتنى الأصحاب ببيانه هنا ، لأن من جملة ما ضعف به الخصم هذا الحديث كونه متضمنا للاستفهام عن أمر لا يخفى . وقال رحمه الله في الأم في باب الطعام بالطعام : وفيه دلائل الشافعي [ ص: 298 ] منها ) أنه سأل أهل العلم بالرطب عن نقصانه فينبغي للإمام إذا حضره أهل العلم بما يرد عليه أن يسألهم عنه ، وبهذا صرنا إلى قيم الأموال بقول أهل العلم والقبول من أهلها ( ومنها ) أنه صلى الله عليه وسلم نظر في متعقب الرطب ، فلما كان ينقص لم يجز بيعه بالتمر لأن التمر من الرطب إذا كان نقصانه غير محدود ، وقد حرم أن يكون التمر بالتمر إلا مثلا بمثل ، وكانت فيها زيادة بيان النظر في المتعقب من الرطب ، فدلت على أن لا يجوز رطب بيابس من جنسه ، لاختلاف الكيلين ، وكذلك دلت على أنه لا يجوز رطب برطب لأنه نظر في البيوع في المتعقب خوفا من أن يزيد بعضها على بعض ، فهما رطبان معناهما معنى واحد . وقال في الإملاء قريبا من ذاك وزاد : قال : فقال بعض : لا بأس بالرطب بالتمر ، وإن كان الرطب ينقص إذا يبس ، قال الشافعي : فخالفه صاحبه قال : قولنا في كراهية الرطب بالتمر ، قال الشافعي : ثم عاد إلى معنى قوله فقال : لا بأس بحنطة رطبة بحنطة يابسة ، وحنطة مبلولة بحنطة مبلولة . الشافعي