( 1658 ) فصل : وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11555إن الميت يعذب في قبره بما يناح عليه } . وفي لفظ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11555إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه } . وروى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وابنه ،
والمغيرة ، وهي أحاديث متفق عليها .
واختلف أهل العلم في معناها ، فحملها قوم على ظواهرها ; وقالوا : يتصرف الله في خلقه بما شاء ، وأيدوا ذلك بما روى
أبو موسى ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34772ما من ميت يموت ، فيقوم باكيهم فيقول : واجبلاه ، واسنداه ، ونحو ذلك ، إلا وكل الله به ملكين يلهزانه : أهكذا كنت ؟ } . قال
الترمذي : هذا حديث حسن .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، قال : أغمي على
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة ، فجعلت أخته
عمرة تبكي ، وتقول : وا جبلاه ، وا كذا وا كذا . تعدد عليه . فقال حين أفاق : ما قلت لي شيئا إلا قيل لي : أنت كذلك ؟ فلما مات لم تبك عليه . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وأنكرت
عائشة ، رضي الله عنها حملها على ظاهرها ، ووافقها
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ذكرت ذلك
لعائشة فقالت : يرحم الله
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11423إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه } . ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11417إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه } . وقالت : حسبكم القرآن : {
ولا تزر وازرة وزر أخرى } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند ذلك : والله أضحك وأبكى . وذكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر حين روى حديثه ، فما قال شيئا . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وحمله قوم على من كان النوح سنته ، ولم ينه أهله ; لقول الله تعالى : {
قوا أنفسكم وأهليكم نارا } . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=28854كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته } .
وحمله آخرون على من أوصى بذلك في حياته ، كقول
طرفة :
إذا مت فانعيني بما أنا أهله وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
وقال آخر :
من كان من أمهاتي باكيا أبدا فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا
يسمعننيه فإني غير سامعه إذا جعلت على الأعناق معروضا
ولا بد من حمل البكاء في هذه الأحاديث على البكاء غير المشروع ، وهو الذي معه ندب ونياحة ونحو هذا ، بدليل ما قدمناه من الأحاديث في صدر المسألة .