( 1657 ) فصل : وأما الندب فهو تعداد محاسن الميت ، وما يلقون بفقده بلفظ النداء ; إلا أنه يكون بالواو مكان الياء ، وربما زيدت فيه الألف والهاء ، مثل قولهم : وارجلاه واجبلاه ، وانقطاع ظهراه . وأشباه هذا . والنياحة ، وخمش الوجوه ، وشق الجيوب ، وضرب الخدود ، والدعاء بالويل والثبور ، فقال بعض أصحابنا : هو مكروه .
ونقل
حرب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد كلاما فيه احتمال إباحة
nindex.php?page=treesubj&link=2315النوح والندب . واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال وصاحبه ; لأن
nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة بن الأسقع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبا وائل ، كانا يستمعان النوح ويبكيان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : إذا ذكرت المرأة مثل ما حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ، في مثل الدعاء ، لا يكون مثل النوح . يعني لا بأس به .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بإسناده عن
فاطمة رضي الله عنها أنها قالت : يا أبتاه ، من ربه ما أدناه ، يا أبتاه ، إلى
جبريل أنعاه ، يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، رضي الله عنه أن
فاطمة رضي الله عنها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها على عينها ، ثم قالت :
ماذا على مشتم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت علي مصيبة لو أنها
صبت على الأيام عدن لياليا
وظاهر الأخبار تدل على تحريم النوح ، وهذه الأشياء المذكورة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ; لقول الله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=12ولا يعصينك في معروف } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : هو النوح .
{
nindex.php?page=hadith&LINKID=42497ولعن النبي صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة } . وقالت
أم عطية : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=666أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح } . متفق عليه . وعن
أبي موسى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة ، والحالقة ، والشاقة . والصالقة : التي ترفع صوتها . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33993ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية } . متفق عليه .
ولأن ذلك
[ ص: 214 ] يشبه التظلم والاستغاثة والسخط بقضاء الله ، وفي بعض الآثار : إن أهل البيت إذا دعوا بالويل والثبور ، وقف ملك الموت في عتبة الباب ، وقال : إن كانت صيحتكم علي فإني مأمور ، وإن كانت على ميتكم فإنه مقبور ، وإن كانت على ربكم فالويل لكم والثبور ، وإن لي فيكم عودات ثم عودات . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9881إذا حضرتم الميت ، فقولوا خيرا ; فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون } .
( 1657 ) فَصْلٌ : وَأَمَّا النَّدْبُ فَهُوَ تَعْدَادُ مَحَاسِنِ الْمَيِّتِ ، وَمَا يَلْقَوْنَ بِفَقْدِهِ بِلَفْظِ النِّدَاءِ ; إلَّا أَنَّهُ يَكُونُ بِالْوَاوِ مَكَانَ الْيَاءِ ، وَرُبَّمَا زِيدَتْ فِيهِ الْأَلْفُ وَالْهَاءُ ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ : وَارَجُلَاه وَاجَبَلَاه ، وَانْقِطَاعُ ظَهْرَاهُ . وَأَشْبَاهُ هَذَا . وَالنِّيَاحَةُ ، وَخَمْشُ الْوُجُوهِ ، وَشَقُّ الْجُيُوبِ ، وَضَرْبُ الْخُدُودِ ، وَالدُّعَاءُ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : هُوَ مَكْرُوهٌ .
وَنَقَلَ
حَرْبٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ كَلَامًا فِيهِ احْتِمَالُ إبَاحَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=2315النَّوْحِ وَالنَّدْبِ . وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14242الْخَلَّالُ وَصَاحِبُهُ ; لِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=105وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وَأَبَا وَائِلٍ ، كَانَا يَسْتَمِعَانِ النَّوْحَ وَيَبْكِيَانِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ : إذَا ذَكَرَتْ الْمَرْأَةُ مِثْلَ مَا حُكِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ ، فِي مِثْلِ الدُّعَاءِ ، لَا يَكُونُ مِثْلَ النَّوْحِ . يَعْنِي لَا بَأْسَ بِهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ ، مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ ، يَا أَبَتَاهُ ، إلَى
جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ ، يَا أَبَتَاهُ ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخَذَتْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَتْهَا عَلَى عَيْنِهَا ، ثُمَّ قَالَتْ :
مَاذَا عَلَى مُشْتَمِّ تُرْبَةِ أَحْمَدَ أَنْ لَا يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا صُبَّتْ عَلَيَّ مُصِيبَةٌ لَوْ أَنَّهَا
صُبَّتْ عَلَى الْأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا
وَظَاهِرُ الْأَخْبَارِ تَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِ النَّوْحِ ، وَهَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمَذْكُورَة ; لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ ; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=12وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ : هُوَ النَّوْحُ .
{
nindex.php?page=hadith&LINKID=42497وَلَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَمِعَةَ } . وَقَالَتْ
أُمُّ عَطِيَّةَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=666أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ لَا نَنُوحَ } . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . وَعَنْ
أَبِي مُوسَى ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِئَ مِنْ الصَّالِقَةِ ، وَالْحَالِقَةِ ، وَالشَّاقَّةِ . وَالصَّالِقَةُ : الَّتِي تَرْفَعُ صَوْتَهَا . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْن مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33993لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ } . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَلِأَنَّ ذَلِكَ
[ ص: 214 ] يُشْبِهُ التَّظَلُّمَ وَالِاسْتِغَاثَةَ وَالسَّخَطَ بِقَضَاءِ اللَّهِ ، وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ : إنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ إذَا دَعَوْا بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، وَقَفَ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي عَتَبَةِ الْبَابِ ، وَقَالَ : إنْ كَانَتْ صَيْحَتُكُمْ عَلَيَّ فَإِنِّي مَأْمُورٌ ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى مَيِّتِكُمْ فَإِنَّهُ مَقْبُورٌ ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى رَبِّكُمْ فَالْوَيْلُ لَكُمْ وَالثُّبُورُ ، وَإِنَّ لِي فِيكُمْ عَوْدَاتٍ ثُمَّ عَوْدَاتٍ . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9881إذَا حَضَرْتُمْ الْمَيِّتَ ، فَقُولُوا خَيْرًا ; فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ } .