صفحة جزء
( 4816 ) فصل : اختلف أهل العلم في الكلالة ، فقيل : الكلالة اسم للورثة ، ما عدا الوالدين ، والمولودين . نص أحمد على هذا ، وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : الكلالة من عدا الولد والوالد . واحتج من ذهب إلى هذا بقول الفرزدق في بني أمية :

ورثتم قناة المجد لا عن كلالة عن ابني مناف عبد شمس وهاشم

واشتقاقه من الإكليل الذي يحيط بالرأس ولا يعلو عليه ، فكأن الورثة ما عدا الولد والوالد قد أحاطوا بالميت من حوله ، لا من طرفيه أعلاه وأسفله ، كإحاطة الإكليل بالرأس . فأما الوالد والولد فهما طرفا الرجل ، فإذا ذهبا كان بقية النسب كلالة . قال الشاعر :

فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني     وما بعد شتم الوالدين صلوح

وقالت طائفة : الكلالة اسم للميت نفسه ، الذي لا ولد له ولا والد . يروى ذلك عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود . وقيل : الكلالة قرابة الأم . واحتجوا بقول الفرزدق الذي أنشدناه ، عنى أنكم ورثتم الملك عن آبائكم لا عن أمهاتكم . ويروى عن الزهري ، أنه قال : الميت الذي لا ولد له ولا والد كلالة ، ويسمى وارثه كلالة . والآيتان في سورة النساء ، والمراد بالكلالة فيهما الميت . ولا خلاف في أن اسم الكلالة يقع على الإخوة من الجهات كلها . وقد دل على صحة ذلك قول جابر : يا رسول الله ، كيف الميراث ؟ إنما يرثني كلالة . فجعل الوارث هو الكلالة ، ولم [ ص: 164 ] يكن لجابر يومئذ ولد ولا والد . وممن ذهب إلى أنه يشترط في الكلالة عدم الولد والوالد زيد ، وابن عباس وجابر بن زيد ، والحسن ، وقتادة ، والنخعي ، وأهل المدينة والبصرة والكوفة . ويروى عن ابن عباس أنه قال : الكلالة من لا ولد له . ويروى ذلك عن عمر . والصحيح عنهما كقول الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية