صفحة جزء
( 928 ) مسألة : قال : ( وليس على المأموم سجود سهو ، إلا أن يسهو إمامه ، فيسجد معه ) وجملته أن المأموم إذا سها دون إمامه ، فلا سجود عليه ، في قول عامة أهل العلم وحكي عن مكحول أنه قام عن قعود إمامه فسجد . ولنا أن معاوية بن الحكم تكلم خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأمره بسجود وروى الدارقطني في سننه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ليس على من خلف الإمام سهو فإن سها إمامه فعليه وعلى من خلفه } . ولأن المأموم تابع للإمام وحكمه حكمه إذا سها ، وكذلك إذا لم يسه وإذا سها الإمام ، فعلى المأموم متابعته في السجود سواء سها معه ، أو انفرد الإمام بالسهو .

وقال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على ذلك . وذكر إسحاق أنه إجماع أهل العلم ، سواء كان السجود قبل السلام ، أو بعده لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم { إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا سجد فاسجدوا } ولحديث ابن عمر ، الذي رويناه . وإذا كان المأموم مسبوقا فسها الإمام فيما لم يدركه فيه ، فعليه متابعته في السجود ، سواء كان قبل السلام أو بعده . روي هذا عن عطاء ، والحسن والنخعي ، والشعبي ، وأبي ثور وأصحاب الرأي . وقال ابن سيرين ، وإسحاق : يقضي ثم يسجد .

وقال مالك ، والأوزاعي ، والليث ، والشافعي في السجود قبل السلام ، كقولنا ، وبعده ، كقول ابن سيرين . وروي ذلك عن أحمد ذكره أبو بكر في زاد المسافر لأنه فعل خارج من الصلاة ، فلم يتبع الإمام فيه ، كصلاة أخرى . ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم { فإذا سجد فاسجدوا } وقوله في حديث ابن عمر { فإن سها إمامه فعليه وعلى من خلفه } ولأن السجود من تمام الصلاة فيتابعه فيه ، كالذي قبل السلام ، وكغير المسبوق ، وفارق صلاة أخرى ، فإنه ، [ ص: 389 ] غير مؤتم به فيها .

إذا ثبت هذا فمتى قضى ففي إعادة السجود روايتان : إحداهما ، يعيده ; لأنه قد لزمه حكم السهو ، وما فعله من السجود مع الإمام كان متابعا له ، فلا يسقط به ما لزمه ، كالتشهد الأخير .

والثانية ، لا يلزمه السجود ; لأن سجود إمامه قد كملت به الصلاة في حقه ، وحصل به الجبران ، فلم يحتج إلى سجود ثان ، كالمأموم إذا سها وحده . وللشافعي قولان كالروايتين . فإن نسي الإمام السجود ، سجد المسبوق في آخر صلاته ، رواية واحدة ; لأنه لم يوجد من الإمام ما يكمل به صلاة المأموم .

وإذا سها المأموم فيما تفرد فيه بالقضاء ، سجد ، رواية واحدة ; لأنه قد صار منفردا ، فلم يتحمل عنه الإمام وهكذا لو سها ، فسلم مع إمامه ، قام فأتم صلاته ، ثم سجد بعد السلام ، كالمنفرد ، سواء

التالي السابق


الخدمات العلمية