الفصل الأول
التطرف بين الحقيقة والاتهام
يقول علماء المنطق: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، إذ لا يمكن الحكم على المجهول، كما لا يمكن الحكم على شيء مختلف في تحديد ماهيته، وتصوير حقيقته: أي شيء هـي؟
لهذا كان علينا بادئ ذي بدء أن نكشف عن معنى " التطرف الديني " وحقيقته وأبرز علاماته. والتطرف في اللغة معناه: الوقوف في الطرف، بعيدا عن الوسط، وأصله في الحسيات، كالتطرف في الوقوف أو الجلوس أو المشي، ثم انتقل إلى المعنويات، كالتطرف في الدين أو الفكر أو السلوك.
[ ص: 23 ]
ومن لوازم التطرف: أنه أقرب إلى المهلكة والخطر، وأبعد عن الحماية والأمان، وفي هـذا قال الشاعر:
كانت هـي الوسط المحمى فاكتنفت بها الحوادث، حتى أصبحت طرفا!