الإعلان الإسلامي: وسائله الإعلامية والإعلانية
دلت الدراسـات الإعـلامية التي انصـبت على تأثيـر الوسـيلة، أن نجاح الإعلان وفشله يتوقف أساسا على مدى حسن اختيار الوسيلة الملائمة من جهة، وعلى مـدى نوعـية تقنـيات الإخـراج الفـني الموظفة فيـه، والتي تبدع في تزييـنه وحسن تقـديمـه للجمهور من جهة أخرى.
كما دلت الدراسات أن لكل وسيلة إعلانية خصائصها، ومميزاتها، وتأثيراتها، التي تخضع أساسا لجملة من العوامل المهمة والمرتبطة بالمعلن، والسلعة، والجمهور.
>[1]
وعليه، يقتضي حرص المعلنين لضمان نجاح إعلاناتهم، مراعاة
[ ص: 118 ] جمـلة من المبـادئ الأسـاسية عند اختيارهم للوسيلة التي سيمررون من خلالها إعلاناتهم، لأن الوسيلة الإعلانية تلعب دورا تأثيريا فعالا في الجمهور، وسوء استخدامها ينعكس سلبا على المنتجين والمعلنين والجمهور. ولذلك تدرس الوسائل الإعـلانية دراسـة دقيـقة وشـاملة من قبل الجهات المعنية بالإعلان، منتجين ومعلنين، وتراعى فيها جملة من المبادئ الأساسية، من أهمها:
>[2] 1- مبدأ المعرفة العلمية الشمولية ويقتضي هذا المبدأ -من الجهة المعلنة- المعرفة الشمولية بالجمهور المستهدف، وبمختلف ظروفه الزمانية، والمكانية، والكيانية.
2- مبدأ الدراسة العلمية للوسيلة ويقتضي هذا المبدأ -من الجهة المعلنة- رسم الخطة الإعلانية التي من شأنها أن تحدد وسائل نشر وبث الإعلان بما يحقق أهدافه في التأثير في الجمهور المستهدف.
وعليه، يمكن تقسيم وسائل بث الإعلان إلى ثلاثة أنساق إعلامية رئيسة هي:
مجموعة الوسائل الطباعية:
وتشمل الصحف، والمجلات، والنشرات، والمطبوعات، والمطويات، والكتيبات، وجميع أنواع اللافتات: الثابتة، والمتحركة،
[ ص: 119 ] والمضيئة على واجهات المحلات والطرقات، وفي كافة وسائل النقل، وكذلك الرسائل والبطاقات البريدية، وكل أشكال الإعلان المكتوب.
مجموعة الوسائل المسموعة:
وتشمل الإذاعات المحلية، والوطنية، والإقليمية، والعالمية، وكافة أشكال البث الإذاعي الثابت والمتنقل.
مجموعة الوسائل المرئية:
وتشمل شاشات العرض العامة، والسينما، وأشرطة الفيديو، وأجهزة التلفزيون، وشبكة الاتصال المعلوماتي (الانترنت) .
>[3]
وسنعرض هنا -إن شاء الله- لأكثر الوسائل الإعلانية تداولا، ولأقواها نجاعة وتأثيرا وفاعلية في جمهور المستقبلين، المسلمين وغير المسلمين، مشيرين إلى أهم مزاياها، وأبرز عيوبها.