- في توطين مناهج كليات الطب
يمكن لتوطين المناهج الطبية في المجال العربي والإسلامي البدء بتبني بعض المبادئ والقواعد العامة: كالوقاية قبل العلاج، والغذاء بدلا من الدواء، والحفاظ على جهاز المناعة خير من اللجوء إلى المضادات الحيوية، وغيرها من المبادئ التي يمكن أن تصير موجهات أساسية في بناء المنهج التعليمي وتحديد فلسفته واتجاهاته.
ثم إن الطب حين يتسع لأكثر من مدرسة أو اتجاه، فإنه ينبغي عدم اعتماد المناهج على معطيات مدرسة أو اتجاه واحد، فإضافة إلى الطب الكيماوي، هـناك الطب النباتي، والمعالجات اليدوية والمائية، والإبر الصينية، والعلاج النفسي، وغير ذلك مما يمكن الاستفادة منه وتضمـينه المنهج، مع بيان أهميـة وإمكانات كل مدرسة أو اتجاه، واستعراض جوانب الفاعلية في كل منها، فضلا عن تعليم الممارسات والتقنيات والأساليب المتبعة عند هـذه المدرسة وتلك.
وفي مجال التصنيفات المرضية، لابد من مراجعة ما تقدمه الهيئات الطبية العالمية التي لها معاييرها في التشخيص، وبذل الجهد لإيجاد تصنيفات أخرى تعتمد أسسا أكثر موضوعية، بغية التوصل إلى التشخيص الأدق والعلاج الأنسب
>[1] . فبالأخذ بتلك المراجعات وترجمتها في صلب المناهج الطبية، يمكن التحدث عن توطين في هـذا المجال.
[ ص: 78 ] ومما ينبغي الالتفات إليه على صعيد التعلم الطبي ضرورة استخدام اللغة القومية، واعتبار التعريب - في المجال العربي - عنصرا ضروريا في عملية التوطين، نظرا لكون التعلم باللغة الأجنبية قد يحرف المعنى في بعض المواقف، فبعض الأطباء قد يخفق أحيانا في تحديد التوصيف الدقيق للحالة نظرا لتقيده بالمصطلحات التي وردت في اللغة الأجنبية التي تعلم بها، والتي قد لا تحكم الوصف ولا تقدم تعبيرا مكافئا للحالة المرضية، ناهيك عن أثر العامل اللغوي في عمليات التفاهم بين الطبيب والمريض، لهذا نقول: إن التوطين عن طريق وضع المناهج باللغة القومية هـو من الضرورة بمكان.