وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه أن
الخمس كان يقسم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمسة أسهم فلله ولرسوله سهم ولذي القربى سهم وللمساكين سهم ولليتامى سهم ولابن السبيل سهم ثم قسم
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي رضي الله عنهم على ثلاثة أسهم لليتامى والمساكين وابن السبيل ومراده بيان قول الله تعالى {
واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه } وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما يقول : سهم الله وسهم الرسول صلى الله عليه وسلم واحد وذكر اسم الله تعالى للتبرك ومفتاح الكلام وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية يقول : الغنيمة على ستة أسهم : سهم لله تعالى ويصرف ذلك إلى عمارة
الكعبة إن كانت
الكعبة بالقرب منها وإلى عمارة الجامع في كل بلدة هي بالقرب من موضع القسمة لأن هذه البقاع مضافة إلى الله تعالى وهذا السهم لله تعالى فيصرف إلى عمارة
[ ص: 9 ] البقاع المضافة إليه خالصا ولسنا نأخذ بهذا فذكر الله تعالى ليس للاستحقاق لأن الدنيا بما فيها لله تعالى ولكن للتبرك أو لتشريف هذا المال لأن إضافة شيء من الدنيا إلى الله تعالى على الخصوص لمعنى التشريف كالمساجد والناقة وهذا المعنى يتحقق في الغنيمة لأنها أصيبت بطريق فيه إعلاء كلمة الله تعالى وإعزاز دينه وأما سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان ثابتا في حياته وسقط بموته عندنا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله : هو باق يصرف إلى كل خليفة بعده لأنه كان يأخذ ذلك السهم في حياته ليستعين به في جوائز الوفود والرسل كما قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80579 : والله ما يحل لي من غنائمكم إلا الخمس والخمس مردود فيكم } والخليفة بعده محتاج إلى مثل ما كان هو محتاجا إليه فيصرف هذا السهم إليه ولكنا نقول : الخلفاء الراشدون بعده لم يرفعوا هذا السهم لأنفسهم فعرفنا أنه كان له بدرجة الرسالة لا بالقيام بأمور الناس وذلك غير موجود في الخلفاء بعده ولما اجتمع الصحابة رضي الله عنهم ليفرضوا
لأبي بكر رضي الله عنه قدر كفايته لم يجعلوا ذلك من هذا السهم ولأنه كان له من الغنائم ثلاث حظوظ خمس الخمس والصفي والسهم ثم الخليفة لا يقام مقامه في استحقاق الصفي فكذلك في استحقاق خمس الخمس والصفي شيء نفيس كان يصطفيه لنفسه من سيف أو فرس أو جارية .
كما روي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80580أنه صلى الله عليه وسلم اصطفى ذا الفقار من غنائم بدر } وكان سيفا
لمنبه بن الحجاج بخلاف ما يزعم
الروافض أنه نزل من السماء
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي رضي الله عنه واصطفى صفية من غنائم
خيبر وهذا شيء كان لرأس الجيش في الجاهلية كما قال القائل
: لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفصول
فأما سهم ذوي القربى فقد {
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرفه إليهم في حياته وهم صلبية بني هاشم وبني المطلب } ولم يبق لهم ذلك بعده عندنا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى هو مستحق لهم يجمعون من أقطار الأرض فيقسم بين ذكورهم وإناثهم بالسوية وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15071الكرخي رحمه الله تعالى يقول : إنما سقط بموته هذا السهم في حق الأغنياء منهم دون الفقراء
nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي رحمه الله تعالى كان يقول سقط في حق الفقراء والأغنياء منهم جميعا وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14330أبو بكر الرازي رحمه الله تعالى يقول : لم يكن لهم هذا السهم مستحقا بالقرابة بل {
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرفه إليهم مجازاة على النصرة التي كانت منهم } ولم يبق ذلك المعنى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والاعتماد على هذا
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي رحمه الله تعالى استدل
[ ص: 10 ] بظاهر قوله تعالى {
ولذي القربى } فقد أضاف إليهم سهما فاللام التمليك فدل أنه حق مستحق لهم وأن الأغنياء والفقراء فيه سواء لأنه ليس في اسم القرابة ما ينبئ عن الفقر والحاجة بخلاف سهم اليتامى ففي اسم ما ينبئ عن الحاجة حتى لو أوصى ليتامى بني فلان وهم لا يحصون فالوصية لفقرائهم بخلاف ما لو أوصى لأقرباء فلان وقد {
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الأغنياء منهم فإنه أعطى nindex.php?page=showalam&ids=18العباس رضي الله عنه وقد كان له عشرون عبدا كل عبد يتجر في عشرين ألفا وأعطى nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام من غنائم خيبر خمسة أسهم سهما له وسهمين لفرسه وسهما لقرابته وسهما لأمه صفية وكانت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها } فإذا كان هذا الحكم ثابتا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقي بعده لأنه لا نسخ بعد وفاته ومن قال من مشايخنا رحمهم الله أن الاستحقاق للفقراء منهم دون الأغنياء احتج بقوله تعالى {
كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم } وبين مصارف الخمس ثم بين المعنى فيه وهو أن لا يكون شيء منه دولة بين الأغنياء تتداوله أيديهم واسم ذوي القربي عام يتناول الأغنياء والفقراء فيخصه ويحمله على الفقراء بهذا الدليل .
ومن قال : لا حق للفقراء والأغنياء منهم جميعا قال : المراد بالآية بيان جواز الصرف إليهم لا بيان وجوب الصرف إليهم وكان هذا مشكلا فإن الصدقة لا تحل لهم فكان يشكل أنه هل يجوز صرف شيء من الخمس إليهم ولم يزل هذا الإشكال ببيان سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ما كان يصرف ما يأخذ إلى حاجة نفسه فأزال الله تعالى هذا الإشكال بقوله تعالى {
ولذي القربى } وإنما حملناه على هذا لإجماع الخلفاء الراشدين على قسمة الخمس على ثلاثة أسهم ولا يظن بهم أنه خفي عليهم هذا النص ولا أنهم منعوا حق ذوي القربى فعرفنا بإجماعهم أنه لم يبق إلا الاستحقاق لأغنيائهم وفقرائهم
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي رحمه الله تعالى يقول : لا إجماع ويستدل بالحديث الذي ذكره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11957أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنهما قال : كان رأي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه في الخمس رأي أهل بيته ولكنه كره أن يخالف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله عنهما قال : والإجماع بدون أهل البيت لا ينعقد كيف وقد كان رأي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه معهم ولكنه يتحرز من أن ينسب إلى مخالفة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله عنهما ولكنا نقول ليس في هذا الحديث بيان من كان يرى ذلك من أهل البيت وقد كان فيهم من لا يكون قوله حجة .
وإنما كره
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه هذه المخالفة لأنه رأى الحجة معهما فإنه خالفهما في كثير من
[ ص: 11 ] المسائل حين ظهر الدليل عنده وهذا لأنه كان مجتهدا ولا يحل للمجتهد أن يدع رأي نفسه لرأي مجتهد آخر احتشاما له والدليل عليه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80584 : اجتمعت أنا nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس : كبر سني ورق عظمي وركبتني المؤن فإن رأيت أن تأمر لي بكذا وسقا من طعام فافعل ففعل ذلك وقالت nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة رضي الله عنها : أنت تعلم مكاني منك فإن رأيت أن تأمر لي بمثل ما أمرت به لعمك فافعل ففعل ذلك وقال nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة : كنت أعطيتني أرضا فكنت أزرعها وأعيش بها ثم أخذتها مني فإن رأيت أن تردها علي فافعل ففعل ذلك فقلت أنا : إن رأيت أن توليني القسمة فيما هو حقنا كي لا ينازعني أحد بعدك فافعل ففعل ذلك وقال nindex.php?page=showalam&ids=18للعباس رضي الله تعالى عنه : هلا سألت كما سأل ابن أخيك فقال : إلى ذلك انتهت مسألتي . فكنت أقسم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وصدرا من خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنهما حتى أتاه مال عظيم فدعاني لآخذ ما كنت آخذه وأقسمه بين أهل البيت فقلت له إن بنا اليوم عنه غنى وبالمسلمين خلة فاصرفه إليهم ففعل ذلك وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=18العباس : لقد حرمنا اليوم شيئا لا يعود إلينا أبدا وكان رجلا داهيا فكان كما قال } فبهذا تبين أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله تعالى عنه علم أن الصرف إليهم للحاجة لا للاستحقاق حين رد بقوله إن بنا اليوم عنه غنى وذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال عرض علينا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أن يزوج من الخمس أيمنا وأن يقضي به عن مغرمنا فأبينا إلا أن يسلمه إلينا فأبى ذلك علينا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى وفي هذا دليل على أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه كان يرى استحقاق ذلك السهم لهم وذلك ظاهر فيما ذكر بعد هذا من كتابه إلى نجدة وكتبت إلى أن تسألني عن سهم ذوي القربى وإنا لنزعم أنه لنا ويأبى علينا ذلك غيرنا ولكنا نقول بعد إجماع الخلفاء الراشدين لا يؤخذ بقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين في هذا كما لا يؤخذ به في العول وغيره مع أن معنى قوله فأبينا إلا أن يسلمه إلينا لنتولى صرفه إلى المحتاجين منا لا لنصرفه إلى أنفسنا وكل أحد يحب ذلك في أهل بيته .
ألا ترى أنه قال : فأبى ذلك علينا
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله عنه ما كان يعرف بمنع الحق من المستحق بل بإيصال الحق إلى المستحق على ما قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80585أينما دار nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فالحق معه } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80586 : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس يوم خيبر فقسم سهم ذوي القربى بين بني هاشم وبني المطلب [ ص: 12 ] فكلم nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا نحن وبنو المطلب في النسب إليك سواء فأعطيتهم دوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لم نزل نحن وبنو المطلب في الجاهلية والإسلام معا } وفي بعض الروايات قالا : لا ينكر فضل
بني هاشم لمكانك الذي وضعك الله تعالى فيهم ولكن نحن وإخواننا من
بني المطلب إليك في النسب سواء فما بالك أعطيتهم وحرمتنا فقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80587 : إنهم لم يفارقوني في الجاهلية ولا في الإسلام } وفي رواية {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80588فإنما بنو هاشم وبنو المطلب كشيء واحد } وفي رواية {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80589لم نزل معهم هكذا وشبك بين أصابعه } واعتمادنا على هذا الحديث فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاستحقاق بالنصرة دون القرابة وأن المراد بالقربى قرب النصرة حين شبك بين أصابعه ومعنى الحديث أن أصل النسب وهو
عبد مناف كان له أربعة بنين
هاشم والمطلب ونوفل وعبد شمس ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أولاد
هاشم فإنه
محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فكانت
بنو هاشم أولاد جده
nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم كان من
بني نوفل وعثمان رضي الله عنه كان من
بني عبد شمس وولد جد الإنسان أقرب إليه من ولد أخ جده فهذا معنى قولهما لا ننكر فضل
بني هاشم فأما
بنو نوفل وبنو عبد شمس كانوا مع
بني المطلب في القرابة أسوة .
وقيل :
بنو نوفل وبنو عبد شمس كانوا أقرب إليه من
بني المطلب لأن
نوفلا وعبد شمس كانا أخوي
هاشم لأب وأم
والمطلب كان أخا
هاشم لأبيه لا لأمه والأخ لأب وأم أقرب إلى المرء من الأخ لأب ثم أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بني المطلب ولم يعط
بني نوفل وبني عبد شمس فأشكل ذلك عليهما فلذلك سألاه ثم أزال إشكالهما ببيان علة الاستحقاق أنه النصرة دون القرابة ولم يرد به نصرة القتال فقد كان ذلك موجودا من
عثمان رضي الله عنه
nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم وإنما أراد نصرة الاجتماع إليه للمؤانسة في حال ما هجره الناس على ما روي أن الله تعالى لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بني هاشم ورأت
قريش آثار الخير فيهم حسدوهم وتعاقدوا فيما بينهم أن لا يجالسوا
بني هاشم ولا يكلموهم حتى يدفعوا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه وتعاقد
بنو هاشم فيما بينهم على القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل
بنو نوفل وبنو عبد شمس في عهد
قريش ودخل
بنو المطلب في عهد
بني هاشم حتى دخلوا معهم الشعب فكانوا فيه ثلاث سنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 13 ] حتى أكلوا العلهز من جهد القصة .
وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم {
إنا لم نزل نحن وبنو المطلب في الجاهلية والإسلام معا } وإذا ثبت أن الاستحقاق بتلك النصرة ولا تبقى تلك النصرة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبقى الاستحقاق لا للانتساخ بعد موته بل لانعدام الحكم لعدم علته وهذا معنى ما قلنا : إن ذلك كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصرفه إليهم مجازاة على تلك النصرة المخصوصة فقد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=80591كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكافئ كل من نصره يوما حتى قال يوما لما عرض عليه الأسارى : لو كان مطعم بن عدي حيا لوهبت هؤلاء السبي منه } مجازاة له على ما صنع وقد كان مات على شركه ولكنه قام بنصرته يوما وفيه قصة معروفة أو نقول ثبت بالكتاب أن الاستحقاق بالقرابة وببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاستحقاق بالنصرة وما كان ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فصار هذا الاستحقاق ثابتا بعلة ذات وصفين القرابة والنصرة وانعدم أحد الوصفين وهو النصرة بعد وفاته فلا يبقى الاستحقاق كما أنه لما انعدم أحد الوصفين في حق
بني نوفل وبني عبد شمس في حياته لم يعطهم شيئا
فبنو هاشم وبنو المطلب بعد وفاته بمنزلة
بني نوفل وبني عبد شمس في حياته وتعليق الاستحقاق بالنصرة أولى منه بالقرابة لأن القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قربة وطاعة ومال الله تعالى يجوز أن يستحق بعمل هو قربة ولا يجوز أن يستحق بنفس القرابة لأن قرابة الرجل سبب لاستحقاق ماله .
فأما مال الله تعالى لا يستحق بالقرابة ولأن درجة قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى من أن تجعل علة لاستحقاق شيء من الدنيا ولا معنى لما يقول الخصم أن هذا السهم لهم عوض عن حرمة الصدقة عليهم كما قال صلى الله عليه وسلم {
يا معشر بني هاشم إن الله تعالى كره لكم غسالة الناس وعوضكم منها سهما من الخمس } وهذا لأن حرمة الصدقة عليهم لكرامتهم فلا يدخل به عليهم نقصان يحتاج إلى جبره بالتعويض ولئن كان هذا السهم عوضا من حرمة الصدقة فينبغي أن يستحقه من يستحق الصدقة لولا قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الفقراء دون الأغنياء وينبغي أن يكون استحقاقهم على نحو استحقاق الصدقة لولا قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحقاقهم للصدقة لولا قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه جواز الصرف إليهم لا وجوب الصرف إليهم فكذلك هذا السهم ونحن نقول إنه يجوز صرف بعض الخمس إليهم وإنما ننكر وجوب الصرف إليهم بسبب القرابة وأيد جميع
[ ص: 14 ] ما قلنا حديث
أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم {
قال سهم ذوي القربى لهم في حياتي وليس لهم بعد وفاتي } والحديث وإن كان شاذا فقد تأكد بإجماع الخلفاء الراشدين على العمل به وعن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كان يحمل من الخمس في سبيل الله تعالى ويعطي منه نائبة القوم فلما كثر المال جعل في غير ذلك وإنما أراد به ما كان يصرف من الخمس إلى ذوي القربى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكر بعد هذا عن
الضحاك أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله عنه استشار المسلمين في سهم ذوي القربى فرأوا أن يجعل في الخيل والسلاح وفي هذا بيان أنهم كانوا مجمعين على أنه لا استحقاق لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن استحقاقهم في حياته كان للنصرة ألا ترى أنهم جعلوا مصرفه آلة النصرة وهي الخيل والسلاح ، وقوله ويعطي منه نائبة القوم قيل المراد بالقوم : ذوي القربى كما قال في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما عرض علينا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أن يزوج منه أيمنا ويقضي منه عن مغرمنا وقيل المراد بالقوم الغزاة أي يعطي منه ما يحتاج إليه الغزاة في سبيل الله تعالى ومعلوم أن الصرف إلى المستحق المحتاج أولى من الصرف إلى محتاج غير مستحق وقوله فلما كثر المال جعل في غير ذلك تعرض لبعض من كان لا يصرفه في وقته يعني كثرة الإجماع فيه فمع كثرة المال لا يصل إلى المصرف الذي كان يصل إليه عند قلة المال .