( قال )
ولا ينبغي للقوم أن يتكلموا والإمام يخطب لقوله تعالى {
فاستمعوا له وأنصتوا } الآية ولأنه في الخطبة يخاطبهم بالوعظ فإذا اشتغلوا بالكلام لم يفد وعظه إياهم شيئا وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79541من قال لصاحبه والإمام يخطب : انصت فقد لغا ومن لغا فلا صلاة له } {
nindex.php?page=hadith&LINKID=79542وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة في خطبته . فقال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=34لأبي بن كعب رحمهما الله تعالى : متى أنزلت هذه السورة ؟ فلم يجبه فلما فرغ من صلاته قال : أما إن حظك من صلاتك ما لغوت فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكوه فقال عليه الصلاة والسلام صدق nindex.php?page=showalam&ids=34أبي } وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رجلا يقول لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب : متى تخرج القافلة ؟ فقال صاحبه : غدا فلما فرغ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من صلاته قال للمجيب : أما إنك فقد لغوت وأما صاحبك هذا فحمار . فإن كان بحيث لا يسمع الخطبة فظاهر الجواب أنه يسكت لأن المأمور به شيئان الاستماع والإنصات فمن قرب من الإمام فقد قدر عليهما ومن بعد عنه فقد قدر على أحدهما وهو الإنصات فيأتي بما قدر عليه وكان
محمد بن سلمة رضي الله تعالى عنه يختار السكوت
ونصير بن يحيى رضي الله تعالى عنه يختار قراءة القرآن في نفسه
والحكم بن زهير كان ينظر في الفقه وهو من كبار أصحابنا وكان مولعا بالتدريس قال
nindex.php?page=showalam&ids=14111الحسن بن زياد رضي الله تعالى عنه : ما دخل
العراق أحد أفقه من
الحكم بن زهير قلت : فهل يردون السلام ويشمتون العاطس ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرءون القرآن ؟ قال : أحب إلي أن يستمعوا فقد أظرف في هذا الجواب ولم يقل لا ولكنه ذكر ما هو المأمور به وهو الاستماع والإنصات ولم يذكر أن العاطس هل يحمد الله تعالى والصحيح أنه يقوله في نفسه فذلك لا يشغله عن الاستماع وأما التشميت ورد السلام فلا يأتي بهما عندنا خلافا
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي رضي الله تعالى عنه
[ ص: 29 ] وهو رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف رضي الله تعالى عنه لأن رد السلام فرض والاستماع سنة ولكنا نقول : رد السلام إنما يكون فريضة إذا كان السلام تحية وفي حالة الخطبة المسلم ممنوع من السلام فلا يكون جوابه فرضا كما في الصلاة ثم طلب
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء من
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب رضي الله تعالى عنهما من تاريخ المنزل فقد كان فرضا عليهم ليعرفوا آية الناسخ من المنسوخ وقد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللغو في حالة الخطبة فكذلك رد السلام . وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف رحمه الله تعالى أن الخطيب إذا قال {
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه } ينبغي لهم أن يصلوا عليه وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي لأنه يبلغهم أمرا فعليهم الامتثال . وجه ظاهر الرواية أن حالة الخطبة كحالة الصلاة في المنع من الكلام فكما أن الإمام لو قرأ هذه الآية في صلاته لم يشتغل القوم بالصلاة عليه فكذلك إذا قرأها في خطبته