منهم من زعم أنه عرضت عليه النبوة فخاف أن لا يقوم بأعبائها; فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه وفي هذا نظر . والله أعلم . عن عكرمة أنه قال : كان لقمان نبيا . وهذا ضعيف لحال الجعفي .

والمشهور عن الجمهور أنه كان حكيما وليا ، ولم يكن نبيا. عن قتادة قال : خير الله لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة على النبوة قال : فأتاه جبريل وهو نائم فذر عليه الحكمة . قال : فأصبح ينطق بها . قال سعيد : فسمعت قتادة يقول : قيل للقمان : كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك ؟ فقال : إنه لو أرسل إلي بالنبوة عزمة ، لرجوت فيه الفوز منه ، ولكنت أرجو أن أقوم بها ، ولكن خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلي . وهذا فيه نظر لأن سعيد بن بشير عن قتادة; قد تكلموا فيه والذي رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله ولقد آتينا لقمان الحكمة قال : يعني الفقه في الإسلام ، ولم يكن نبيا ، ولم يوح إليه ، وهكذا نص على هذا غير واحد من السلف منهم مجاهد ، وسعيد بن المسيب ، وابن عباس . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية