إمارة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

لما هلك يزيد بلغ الخبر عبد الله بن الزبير بمكة . واستفحل أمره بالحجاز وما والاها ، وبايعه الناس بعد يزيد بيعة عامة هناك ، واستناب على المدينة أخاه عبيدة بن الزبير ، وأمره بإجلاء بني أمية عن المدينة ، فأجلاهم فرحلوا إلى الشام ، وفيهم مروان وابنه عبد الملك ، ثم بعث أهل البصرة إلى ابن الزبير بعد حروب جرت بينهم وفتن كثيرة يطول استقصاؤها ، غير أنهم في أقل من ستة أشهر أقاموا عليهم نحوا من أربعة أمراء من بينهم ، ثم اضطربت أمورهم ، ثم بعثوا إلى ابن الزبير ، وهو بمكة يجلبونه إلى أنفسهم ، فكتب إلى أنس بن مالك ليصلي بهم .

وبعث ابن الزبير إلى أهل الكوفة عبد الله بن يزيد الأنصاري على الصلاة ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على الخراج ، واستوثق له المصران جميعا ، وأرسل إلى أهل مصر فبايعوه . واستناب عليها عبد الرحمن بن جحدم ، وأطاعت له الجزيرة . وبعث على البصرة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وبعث إلى اليمن فبايعوه ، وإلى خراسان فبايعوه ، وإلى الضحاك بن قيس بالشام فبايع ، وقيل : إن أهل دمشق وأعمالها من بلاد الأردن لم يبايعوه ; لأنهم بايعوا مروان بن الحكم لما رجع الحصين بن نمير من مكة إلى الشام .

التالي السابق


الخدمات العلمية