[ ص: 392 ] سورة طه
بسم الله الرحمن الرحيم
طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى
قوله عز وجل:
طه فيه سبعة أقاويل: أحدها: أنه بالسريانية يا رجل; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: أنه بالنبطية يا رجل; وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي كذلك. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: هو لغة
عكل ، وقال
قطرب: هو بلغة
طيئ وأنشد
ليزيد بن مهلهل: إن السفاهة (طه) من خليقتكم لا قدس الله أرواح الملاعين
[ ص: 393 ] الثاني: أنه اسم من أسماء الله تعالى وقسم أقسم به ، وهذا مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا.
الثالث: أنه اسم السورة ومفتاح لها.
الرابع: أنه اختصار من كلام خص الله رسوله بعلمه.
الخامس: أن حروف مقطعة يدل كل حرف منها على معنى.
السادس: معناه: طوبى لمن اهتدى ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16937محمد الباقر بن علي زين العابدين رحمهما الله.
السابع: معناه طأ الأرض بقدمك ، ولا تقم على إحدى رجليك يعني في الصلاة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري. ويحتمل ثامنا: أن يكون معناه طهر ، ويحتمل ما أمره بتطهيره وجهين: أحدهما: طهر قلبك من الخوف. والثاني: طهر أمتك من الشرك. قوله تعالى:
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بالتعب والسهر في قيام الليل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني: أنه جواب للمشركين لما قالوا: إنه بالقرآن شقي ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن.
الثالث: معناه لا تشق بالحزن والأسف على كفر قومك ، قاله
ابن بحر. قوله تعالى:
إلا تذكرة لمن يخشى فيه وجهان: أحدهما: إلا إنذارا لمن يخشى الله. والثاني: إلا زجرا لمن يتقي الذنوب. والفرق بين الخشية والخوف: أن الخوف فيما ظهرت أسبابه والخشية فيما لم تظهر أسبابه.
[ ص: 394 ] قوله عز وجل:
له ما في السماوات وما في الأرض فيه ثلاثة أوجه: أحدها: له ملك السماوات والأرض.
الثاني: له تدبيرها.
الثالث: له علم ما فيها. وفي
الثرى وجهان: أحدها: كل شيء مبتل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثاني: أنه التراب في بطن الأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . الثاني: أنها الصخرة التي تحت الأرض السابعة ، وهي صخرة خضراء وهي سجين التي فيها كتاب الفجار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي. قوله عز وجل:
وإن تجهر بالقول فما حاجتك إلى الجهر؟ لأن الله يعلم بالجهر وبالسر.
فإنه يعلم السر وأخفى فيه ستة تأويلات: أحدها: أن (السر) ما حدث به العبد غيره في السر. (وأخفى) ما أضمره في نفسه ، ولم يحدث به غيره ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: أن السر ما أضمره العبد في نفسه. وأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد في نفسه قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير.
الثالث: يعلم أسرار عباده ، وأخفى سر نفسه عن خلقه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الرابع: أن السر ما أسره الناس ، وأخفى: الوسوسة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الخامس: أن السر ما أسره من علمه وعمله السالف ، وأخفى: وما يعلمه من عمله المستأنف ، وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي.
السادس: السر: العزيمة ، وما هو أخفى: هو الهم الذي دون العزيمة.