صفحة جزء
قوله تعالى : لن ينال الله لحومها الآية .

أخرج ابن المنذر ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : كان المشركون إذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء، فينضحون بها نحو الكعبة ، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن جريج قال : كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها ، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فنحن أحق أن ننضح ، فأنزل الله : لن ينال الله لحومها الآية .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج قال : النصب ليست بأصنام، الصنم يصور وينقش، وهذه حجارة تنصب ثلاثمائة وستون حجرا، فكانوا إذا ذبحوا نضحوا الدم على ما أقبل من البيت، وشرحوا اللحم وجعلوه على الحجارة ، فقال المسلمون : يا رسول الله، كان أهل الجاهلية يعظمون البيت [ ص: 511 ] بالدم فنحن أحق أن نعظمه . فكأن النبي صلى الله عليه وسلم - لم يكره ما قالوا ، فأنزل الله : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان : لن ينال الله قال : لن يرفع إلى الله لحومها ولا دماؤها، ولكن نحر البدن من تقوى الله وطاعته ، يقول : يرفع إلى الله منكم الأعمال الصالحة والتقوى .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن إبراهيم : ولكن يناله التقوى منكم قال : ما التمس به وجه الله .

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك : ولكن يناله التقوى منكم يقول : إن كانت من طيب وكنتم طيبين وصل إلي أعمالكم وتقبلتها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ولتكبروا الله على ما هداكم قال : على ذبحها في تلك الأيام .

وأخرج الحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقي في " شعب الإيمان " عن الحسن بن علي قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحي بأسمن ما نجد، والبقرة عن سبعة، والجزور عن سبعة، وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار .

[ ص: 512 ] -

التالي السابق


الخدمات العلمية