ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين من استرق : في محل النصب على الاستثناء، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنهم كانوا لا يحجبون عن السموات، فلما ولد
عيسى منعوا من ثلاث سموات، فلما ولد
محمد منعوا من السموات كلها،
شهاب مبين : ظاهر للمبصرين، "موزون": وزن بميزان الحكمة، وقدر بمقدار تقتضيه، لا يصلح فيه زيادة ولا نقصان، أو له وزن وقدر في أبواب النعمة والمنفعة، وقيل: ما يوزن من نحو الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها، "معايش": بياء صريحة، بخلاف الشمائل والخبائث ونحوهما، فإن تصريح الياء فيها خطأ، والصواب: الهمزة، أو إخراج الياء بين بين، وقد قرئ: "معائش" بالهمزة على التشبيه،
ومن لستم له برازقين : عطف على معايش، أو على محل لكم، كأنه قيل:
[ ص: 402 ] وجعلنا لكم فيها معايش، وجعلنا لكم من لستم له برازقين، أو: وجعلنا لكم معايش ولمن لستم له برازقين، وأراد بهم العيال والمماليك والخدم الذين يحسبون أنهم يرزقونهم ويخطئون، فإن الله هو الرزاق، يرزقهم وإياهم، ويدخل فيه الأنعام والدواب وكل ما بتلك المثابة، مما الله رازقه، وقد سبق إلى ظنهم أنهم هم الرزاقون، ولا يجوز أن يكون مجرورا عطفا على الضمير المجرور في "لكم" لأنه لا يعطف على الضمير المجرور.