ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا
قرئ : "تسير": من سيرت، و"نسير" من سيرنا، و"تسير" من سارت، أي: تسير في الجو، أو يذهب بها، بأن تجعل هباء منبثا، وقرئ : "وترى الأرض" على البناء للمفعول،
بارزة : ليس عليها ما يسترها مما كان عليها،
وحشرناهم : وجمعناهم إلى الموقف، وقرئ : "فلم نغادر" بالنون والياء، يقال: غادره وأغدره: إذا تركه، ومنه
[ ص: 591 ] الغدر: ترك الوفاء، والغدير: ما غادره السيل، وشبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان، "صفا": مصطفين ظاهرين، يرى جماعتهم كما يرى كل واحد لا يحجب أحد أحدا،
لقد جئتمونا : أي: قلنا لهم: لقد جئتمونا، وهذا المضمر هو عامل النصب في يوم نسير، ويجوز أن ينصب بإضمار اذكر، والمعنى: لقد بعثناكم كما أنشأناكم،
أول مرة : وقيل: جئتمونا عراة لا شيء معكم كما خلقناكم أولا، كقوله:
ولقد جئتمونا فرادى [الأنعام: 94]، فإن قلت: لم جيء بحشرناهم ماضيا بعد نسير وترى ؟
قلت: للدلالة على أن حشرهم قبل التسيير وقبل البروز، ليعاينوا تلك الأهوال العظائم، كأنه قيل: وحشرناهم قبل ذلك،
موعدا : وقتا لإنجاز ما وعدتم على ألسنة الأنبياء من البعث والنشور.