[ ص: 31 ] أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا أولئك : إشارة إلى المذكورين في السورة من لدن
زكريا إلى
إدريس -عليه السلام- و " من" في
من النبيين : للبيان مثلها في قوله تعالى في آخر سورة الفتح :
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة [الفتح : 29 ] ؛ لأن جميع الأنبياء منعم عليهم ، ومن الثانية للتبعيض ، وكان
إدريس من ذرية
آدم لقربه منه ؛ لأنه جد أبي
نوح ،
وإبراهيم -عليه السلام - : من ذرية من حمل مع
نوح ؛ لأنه من ذرية
سام بن نوح ،
وإسماعيل : من ذرية
إبراهيم ،
وموسى ،
وهارون ،
وزكريا ،
ويحيى : من ذرية
إسرائيل ؛ وكذلك
عيسى ؛ لأن
مريم من ذريته ،
وممن هدينا : يحتمل العطف على من الأولى والثانية ، إن جعلت الذين خبرا لأولئك كان
إذا تتلى : كلاما مستأنفا ، وإن جعلته صفة له كان خبرا ، قرأ
شبل بن عباد المكي : "يتلى " : بالتذكير ؛ لأن التأنيث غير حقيقي مع وجود الفاصل ، البكي : جمع باك ، كالسجود والقعود في جمع ساجد وقاعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=677840 "اتلوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا " ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16205صالح المري -رضي الله عنه - : قرأت القرآن
[ ص: 32 ] على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال لي : "هذه القراءة يا صالح ، فأين البكاء ؟ " ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله عنهما - : إذا قرأتم سجدة سبحان ، فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا ، فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=677840 "إن القرآن أنزل بحزن ، فإذا قرأتموه فتحازنوا " ، وقالوا :
يدعو في سجدة التلاوة بما يليق بآيتها ؛ فإن قرأ آية تنزيل السجدة ، قال : اللهم : اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك ، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك ، وإن قرأ سجدة سبحان ، قال : اللهم ، اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك ، وإن قرأ هذه ، قال : اللهم ، اجعلني من عبادك المنعم عليهم المهتدين ، الساجدين لك ، الباكين عند تلاوة آياتك .