[ ص: 323 ] وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون في السماوات : متعلق بمعنى اسم الله ; كأنه قيل : وهو المعبود فيها ، ومنه قوله :
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله [الزخرف : 84] أو : وهو المعروف بالإلهية أو المتوحد بالإلهية فيها ، أو : هو الذي يقال له : " الله " فيها ، لا يشرك به في هذا الاسم ، ويجوز أن يكون :
الله في السماوات خبر بعد خبر ، على معنى : أنه الله ، وأنه في السماوات والأرض ، بمعنى : أنه عالم بما فيهما ، لا يخفى عليه منه شيء ; كأن ذاته فيهما .
فإن قلت : كيف موقع قوله :
يعلم سركم وجهركم ؟ قلت : إن أردت التوحد بالإلهية كان تقريرا له ; لأن الذي استوى في علمه السر والعلانية هو الله وحده ; وكذلك : إذا جعلت في السماوات خبرا بعد خبر ; وإلا فهو كلام مبتدأ بمعنى : هو يعلم سركم وجهركم ، أو خبر ثالث
ويعلم ما تكسبون : من الخير والشر ، ويثيب عليه ، ويعاقب .