وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون
المكاء : فعال بوزن الثغاء والرغاء ، من مكا يمكو إذا صفر ، ومنه المكاء ، كأنه سمي بذلك ; لكثرة مكائه ، وأصله ، الصفة ، نحو الوضاء والفراء ، وقرئ : "مكا" بالقصر ، ونظيرهما : البكي والبكاء ، والتصدية : التصفيق ، تفعلة من الصدى أو من صد يصد
إذا قومك منه يصدون [الزخرف : 57] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : "وما كان صلاتهم" ، بالنصب على تقديم خبر كان على اسمه .
فإن قلت : ما وجه هذا الكلام؟
قلت : هو نحو من قوله [من الطويل] :
وما كنت أخشى أن يكون عطاؤه أداهم سودا أو محدرجة سمرا
[ ص: 579 ] والمعنى أنه وضع القيود والسياط موضع العطاء ، ووضعوا المكاء والتصدية موضع الصلاة ; وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة : الرجال والنساء ، وهم مشبكون بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون ، وكانوا يفعلون نحو ذلك إذا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته يخلطون عليه ، "فذوقوا" : عذاب القتل والأسر يوم
بدر ; بسبب كفركم وأفعالكم التي لا يقدم عليها إلا الكفرة .