قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين قل للذين كفروا : من
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان وأصحابه ، أي : قل لأجلهم هذا القول وهو : "إن ينتهوا" ، ولو كان بمعنى خاطبهم به لقيل : إن تنتهوا يغفر لكم ، وهي قراءة ابن مسعود ; ونحوه :
وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه [الأحقاف : 11] ، خاطبوا به غيرهم لأجلهم ليسمعوه ، أي : إن ينتهوا عما هم عليه من عداوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقتاله بالدخول في الإسلام
يغفر لهم ما قد سلف : لهم من العداوة
وإن يعودوا : لقتاله
فقد مضت سنت الأولين : منهم الذين حاق بهم مكرهم يوم بدر ، أو : فقد مضت سنة الذين تحزبوا على أنبيائهم من الأمم فدمروا ، فليتوقعوا مثل ذلك إن لم ينتهوا ، وقيل : معناه : إن الكفار إذا انتهوا عن الكفر ، وأسلموا غفر لهم ما قد سلف لهم من الكفر والمعاصي ، وخرجوا منها كما تنسل الشعرة من العجين ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=697954 "الإسلام يجب ما قبله" وقالوا :
الحربي إذا أسلم لم يبق عليه تبعة قط ، وأما الذمي فلا يلزمه قضاء حقوق الله ، وتبقى عليه حقوق الآدميين ; وبه احتج
[ ص: 581 ] nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة - رحمه الله - في أن
المرتد إذا أسلم لم يلزمه قضاء العبادات المتروكة في حال الردة ، وقبلها ; وفسر :
وإن يعودوا : بالارتداد ، وقرئ : "يغفر لهم" ، على أن الضمير لله - عز وجل - .