قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون
(
قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) فإن قدرته كما كانت لامتناع التغير فيه والمادة على حالها في القابلية اللازمة لذاتها . (
وهو بكل خلق عليم ) يعلم تفاصيل المخلوقات بعلمه وكيفية خلقها ، فيعلم أجزاء الأشخاص المتفتتة المتبددة أصولها وفصولها ومواقعها وطريق تمييزها ، وضم بعضها إلى بعض على النمط السابق وإعادة الأعراض والقوى التي كانت فيها أو إحداث مثلها .
(
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ) كالمرخ والعفار . (
نارا ) بأن يسحق المرخ على العفار وهما خضراوان يقطر منهما الماء فتنقدح النار . (
فإذا أنتم منه توقدون ) لا تشكون في أنها نار تخرج منه ، فمن قدر على إحداث النار من الشجر الأخضر مع ما فيه من المائية المضادة لها بكيفيتها كان أقدر على إعادة الغضاضة فيما كان غضا فيبس وبلي ، وقرئ «من الشجر الخضراء » على المعنى كقوله (
فمالئون منها البطون ) .