ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ولا تعجبك أموالهم وأولادهم تكرير لما سبق، وتقرير لمضمونه بالإخبار بوقوعه، ويجوز أن يكون هذا في حق فريق غير الفريق الأول، وتقديم الأموال في أمثال هذه المواقع على الأولاد - مع كونهم أعز منها - إما لعموم مساس الحاجة إليها بحسب الذات وبحسب الأفراد والأوقات، فإنها مما لا بد منه لكل أحد من الآباء والأمهات والأولاد في كل وقت وحين، حتى إن من له أولاد ولا مال له فهو وأولاده في ضيق ونكال، وأما الأولاد فإنما يرغب فيهم من بلغ مبلغ الأبوة، وإما لأن المال مناط لبقاء النفس والأولاد لبقاء النوع، وإما لأنها أقدم في الوجود من الأولاد؛ لأن الأجزاء المنوية إنما تحصل من الأغذية كما سيأتي في سورة الكهف.
إنما يريد الله بما متعهم به من الأموال والأولاد
أن يعذبهم بها في الدنيا بسبب معاناتهم المشاق ومكابدتهم الشدائد في شأنها
وتزهق أنفسهم وهم كافرون أي: فيموتوا كافرين باشتغالهم بالتمتع بها والالتهاء عن النظر والتدبر في العواقب.