يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يومئذ أي : يوم إذ يقع ما ذكر من الأمور الهائلة
لا تنفع الشفاعة من الشفعاء أحدا
إلا من أذن له الرحمن أن يشفع له
ورضي له قولا أي : ورضي لأجله قول الشافع في شأنه ، أو رضي قوله لأجله وفي شأنه ، وأما من عداه فلا تكاد تنفعه وإن فرض صدورها عن الشفعاء المتصدين للشفاعة للناس كقوله تعالى :
فما تنفعهم شفاعة الشافعين فالاستثناء كما ترى من أعم المفاعيل ، وأما كونه استثناء من الشفاعة على معنى
لا تنفع الشفاعة إلا شفاعة من أذن له الرحمن أن يشفع لغيره كما جوزوه ، فلا سبيل إليه لما أن حكم الشفاعة ممن لم يؤذن له أن لا يملكها ولا تصدر هي عنه أصلا ، كما في قوله تعالى :
لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا وقوله تعالى :
ولا يشفعون إلا لمن ارتضى فالإخبار عنها بمجرد عدم نفعها للمشفوع له ربما يوهم إمكان صدورها عمن لم يؤذن له مع إخلاله بمقتضى مقام تهويل اليوم . وأما قوله تعالى :
ولا يقبل منها شفاعة فمعناه : عدم الإذن في الشفاعة ، لا عدم قبولها بعد وقوعها .