إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم
وقوله تعالى :
إلا الذين تابوا استثناء من الفاسقين كما ينبئ عنه التعليل الآتي ومحل المستثني النصب لأنه من موجب . وقوله تعالى :
من بعد ذلك لتهويل المتوب عنه ، أي : من بعد ما اقترفوا ذلك الذنب العظيم الهائل
وأصلحوا أي : أصلحوا أعمالهم التي من جملتها ما فرط منهم بالتلافي والتدارك ومنه الاستسلام للحد والاستحلال من المقذوف .
فإن الله غفور رحيم تعليل لما يفيده الاستثناء من العفو عن المؤاخذة بموجب الفسق ، كأنه قيل : فحينئذ لا يؤاخذهم الله تعالى بما فرط منهم ولا ينظمهم في سلك الفاسقين لأنه تعالى مبالغ في المغفرة والرحمة . هذا وقد علق الشافعي - رحمه الله - الاستثناء بالنهي ، فمحل المستثنى حينئذ الجر على البدلية من الضمير في "لهم" وجعل الأبد عبارة عن مدة كونه قاذفا فتنتهي بالتوبة فتقبل شهادته بعدها .