[ ص: 155 ] 24 - سورة النور
مدنية وهي اثنتان أو أربع وستون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28995_28882_29785_32210nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون
(سورة النور مدنية وهي اثنان أو أربع وستون آية )
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1سورة خبر مبتدأ محذوف ، أي : هذه سورة ، وإنما أشير إليها مع عدم سبق ذكرها لأنها باعتبار كونها في شرف الذكر في حكم الحاضر المشاهد .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1أنزلناها مع ما عطف عليه صفات لها مؤكدة لما أفاده التنكير من الفخامة من حيث الذات بالفخامة من حيث الصفات ، وأما كونها مبتدأ محذوف الخبر على أن يكون التقدير فيما أوحينا إليك سورة أنزلناها فيأباه أن مقتضى المقام بيان شأن السورة الكريمة لا أن في جملة ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم سورة شأنها كذا وكذا ، وحملها على السورة الكريمة بمعونة المقام يوهم أن غيرها من السور الكريمة ليست على تلك الصفات . وقرئ بالنصب على إضمار فعل يفسره أنزلناها فلا محل له حينئذ من الإعراب ، أو على تقدير : "اقرأ" ونحوه ، أو دونك عند من يسوغ حذف أداة الإغراء ، فمحل أنزلنا النصب على الوصفية .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1وفرضناها أي : أو أوجبنا ما فيها من الأحكام إيجابا قطعيا ، وفيه من الإيذان بغاية وكادة الفرضية ما لا يخفى ، وقرئ : "فرضناها" بالتشديد لتأكيد الإيجاب ، أو لتعدد الفرائض ، أو لكثرة المفروض عليهم من السلف والخلف .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1وأنزلنا فيها أي : في تضاعيف السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1آيات بينات إن أريد بها الآيات التي نيطت بها الأحكام المفروضة وهو الأظهر ، فكونها في السورة ظاهر ، ومعنى كونها بينات وضوح دلالاتها على أحكامها لا على معانيها على الإطلاق فإنها أسوة لسائر الآيات في ذلك ، وتكرير أنزلنا مع استلزام إنزال السورة لإنزالها لإبراز
nindex.php?page=treesubj&link=28882كمال العناية بشأنها وإن أريد جميع الآيات فالظرفية باعتبار اشتمال الكل على كل واحد من أجزائه ، وتكرير أنزلنا مع أن جميع الآيات عين السورة وإنزالها عين إنزالها لاستقلالها بعنوان رائق داع إلى تخصيص إنزالها بالذكر إبانة لخطرها ورفعا لمحلها كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58ونجيناهم من عذاب غليظ بعد قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1لعلكم تذكرون بحذف إحدى التاءين ، وقرئ بإدغام الثانية في الذال ، أي : تتذكرونها فتعلمون بموجبها عند وقوع الحوادث الداعية إلى إجراء أحكامها ، وفيه إيذان بأن حقها أن تكون على ذكر منهم بحيث متى مست الحاجة إليها استحضروها .
[ ص: 155 ] 24 - سُورَةُ النُّورِ
مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ اثْنَتَانِ أَوْ أَرْبَعٌ وَسِتُّونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28995_28882_29785_32210nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
(سُورَةُ النُّورِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ اثْنَانِ أَوْ أَرْبَعٌ وَسِتُّونَ آيَةً )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1سُورَةٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هَذِهِ سُورَةٌ ، وَإِنَّمَا أُشِيرَ إِلَيْهَا مَعَ عَدَمِ سَبْقِ ذِكْرِهَا لِأَنَّهَا بِاعْتِبَارِ كَوْنِهَا فِي شَرَفِ الذِّكْرِ فِي حُكْمِ الْحَاضِرِ الْمُشَاهَدِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1أَنْزَلْنَاهَا مَعَ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ صِفَاتٌ لَهَا مُؤَكِّدَةٌ لِمَا أَفَادَهُ التَّنْكِيرُ مِنَ الْفَخَامَةِ مِنْ حَيْثُ الذَّاتُ بِالْفَخَامَةِ مِنْ حَيْثُ الصِّفَاتُ ، وَأَمَّا كَوْنُهَا مُبْتَدَأً مَحْذُوفَ الْخَبَرِ عَلَى أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ فِيمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا فَيَأْبَاهُ أَنَّ مُقْتَضَى الْمَقَامِ بَيَانُ شَأْنِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ لَا أَنَّ فِي جُمْلَةِ مَا أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةً شَأْنُهَا كَذَا وَكَذَا ، وَحَمْلُهَا عَلَى السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ بِمَعُونَةِ الْمَقَامِ يُوهِمُ أَنَّ غَيْرَهَا مِنَ السُّوَرِ الْكَرِيمَةِ لَيْسَتْ عَلَى تِلْكَ الصِّفَاتِ . وَقُرِئَ بِالنَّصْبِ عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ أَنْزَلْنَاهَا فَلَا مَحَلَّ لَهُ حِينَئِذٍ مِنَ الْإِعْرَابِ ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ : "اقْرَأْ" وَنَحْوَهُ ، أَوْ دُونَكَ عِنْدَ مَنْ يُسَوِّغُ حَذَفَ أَدَاةِ الْإِغْرَاءِ ، فَمَحَلُّ أَنْزَلْنَا النَّصْبُ عَلَى الْوَصْفِيَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1وَفَرَضْنَاهَا أَيْ : أَوْ أَوْجَبْنَا مَا فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ إِيجَابًا قَطْعِيًّا ، وَفِيهِ مِنَ الْإِيذَانِ بِغَايَةِ وَكَادَةِ الْفَرْضِيَّةِ مَا لَا يَخْفَى ، وَقُرِئَ : "فَرَّضْنَاهَا" بِالتَّشْدِيدِ لِتَأْكِيدِ الْإِيجَابِ ، أَوْ لِتَعَدُّدِ الْفَرَائِضِ ، أَوْ لِكَثْرَةِ الْمَفْرُوضِ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلْفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1وَأَنْزَلْنَا فِيهَا أَيْ : فِي تَضَاعِيفِ السُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ إِنْ أُرِيدَ بِهَا الْآيَاتُ الَّتِي نِيطَتْ بِهَا الْأَحْكَامُ الْمَفْرُوضَةُ وَهُوَ الْأَظْهَرُ ، فَكَوْنُهَا فِي السُّورَةِ ظَاهِرٌ ، وَمَعْنَى كَوْنِهَا بَيِّنَاتٍ وُضُوحُ دَلَالَاتِهَا عَلَى أَحْكَامِهَا لَا عَلَى مَعَانِيهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ فَإِنَّهَا أُسْوَةٌ لِسَائِرِ الْآيَاتِ فِي ذَلِكَ ، وَتَكْرِيرُ أَنْزَلْنَا مَعَ اسْتِلْزَامِ إِنْزَالِ السُّورَةِ لِإِنْزَالِهَا لِإِبْرَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=28882كَمَالِ الْعِنَايَةِ بِشَأْنِهَا وَإِنْ أُرِيدَ جَمِيعُ الْآيَاتِ فَالظَّرْفِيَّةُ بِاعْتِبَارِ اشْتِمَالِ الْكُلِّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَجْزَائِهِ ، وَتَكْرِيرُ أَنْزَلْنَا مَعَ أَنَّ جَمِيعَ الْآيَاتِ عَيْنُ السُّورَةِ وَإِنْزَالُهَا عَيْنُ إِنْزَالِهَا لِاسْتِقْلَالِهَا بِعُنْوَانٍ رَائِقٍ دَاعٍ إِلَى تَخْصِيصِ إِنْزَالِهَا بِالذِّكْرِ إِبَانَةً لِخَطَرِهَا وَرَفْعًا لِمَحَلِّهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ بَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ ، وَقُرِئَ بِإِدْغَامِ الثَّانِيَةِ فِي الذَّالِ ، أَيْ : تَتَذَكَّرُونَهَا فَتَعْلَمُونَ بِمُوجِبِهَا عِنْدَ وُقُوعِ الْحَوَادِثِ الدَّاعِيَةِ إِلَى إِجْرَاءِ أَحْكَامِهَا ، وَفِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ حَقَّهَا أَنْ تَكُونَ عَلَى ذِكْرٍ مِنْهُمْ بِحَيْثُ مَتَى مَسَّتِ الْحَاجَةُ إِلَيْهَا اسْتَحْضَرُوهَا .