لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء إما من تمام القول المحضض عليه مسوق لحث السامعين على إلزام المسمعين وتكذيبهم إثر تكذيب ما سمعوه منهم بقولهم :
"هذا إفك مبين" وتوبيخهم على تركه ، أي : هلا جاء الخائضون بأربعة شهداء يشهدون على ما قالوا .
فإذ لم يأتوا بهم وإنما قيل
بالشهداء لزيادة التقرير
فأولئك إشارة إلى الخائضين ، وما فيه من معنى البعد للإيذان بغلوهم في الفساد وبعد منـزلتهم عن الشر ، أي : أولئك المفسدون
عند الله أي : في حكمه وشرعه المؤسس على الدلائل الظاهرة المتقنة .
هم الكاذبون الكاملون في الكذب المشهود
[ ص: 162 ] عليهم بذلك المستحقون لإطلاق الاسم عليهم دون غيرهم ، ولذلك رتب عليهم الحد خاصة ، وإما كلام مبتدأ مسوق من جهته تعالى للاحتجاج على كذبهم بكون ما قالوه قولا لا يساعده الدليل أصلا .